وبعد اجتماع قريش في دار الندوة واتفاقهم الجماعي بقتل النبي، فعندها نزل جبريل بأمر الله يخبر النبي، بمؤامرة سادات قريش، وخطتهم لقتل النبي، وأخبره بأنّ الله قد أذن له بالهجرة إلى المدينة.
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما يخطط له عالية القوم في قريش، وكانت خطّة النبي أن ينام علي بن أبي طالب في فراش النبي عوضاً عنه.
وكان المشركون صباحاً يُعِدُونَ خطّةَ قتلِ النبي التي اتفقوا عليها في دار الندوة، واتفقوا حينها على اختيار أحد عشر رجلاً من قادات القبائل وكبارهم.
وكان هؤلاء الرجال هم : ( أبو جهل بن هشام ، الحكم بن العاص ، أميّة بن خلف ، عقبة بن أبي معيط ،أبو لهب ، النضر بن الحارث ،زعمة بن الأسود ، طعيمة بن عدي، أُبي بن خلف، نبيه بن الحجاج، أخوة منبه بن الحجاج ).
وعندما جاء الليل ، كانوا يراقبون النّبي عن قرب، وينتظرون وقت نوم النبي ، وكانوا على ثقة تامة بأنّهم سيقومون بهذه العملية التي تتّصف بالغدر، فكان تطبيق المؤامرة حسب اتفاقهم بعد منتصف الليل، ولكنّهم لم يعلموا أنّ الله يحمي نبيهُ الكريم من جميع المخاطر، وأنّهم مهما خططوا ووضعوا من خطط لقتل أفضل البشر، فإنّ خططهم ستكون في مهبِّ الريح ، فقال الله عزّ وجلّ في محكم كتابه الشريف : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )…. سورة الأنفال.
تنفيذ خطة النبي
وفي الوقت الذي ينتظرُ المشركون نومَ النبي لتنفيذِ خطتم، أمر سيدنا محمد الصحابي علي بن أبي طالب بالنوم في فراشه، ثمّ خرج النبي من بيته، وأخذ حفنة من الرمل، فرماها النبي على رؤوسهم، فأعمى الله المشركين من رؤية النبي، فنزل قول الله تعالى في سورة يس : ( إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ).
وبعد ذلك أتَّجة النبي إلى صاحبه أبو بكر الصديق، وانطلقوا معاً خارج مكة مهاجرين إلى المدينة، وعندها علمت قريش بنوم علي بن أبي طالب مكان النبي، وبذلك فشلت أكبر خطط قريش لقتل النبي عليه الصلاة والسلام .