هشام بن زيد والرواية

اقرأ في هذا المقال


لا زلنا نسير في رحلة البحث عن سِيَر التّابعين رحمهم الله تعالى، ذلك الجيل الّذي حمل رسالة الحديث النّبويّ الشّريف عن صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبدأ من زمنهم تدوين الحديث النبي الشريف بمرحلة متطوّرة عماّ كانت قبلهم في قلّة التّدوين لحياة الصّحابة رضوان الله عليهم جميعاً، اجتهدوا في رواية الحديث النّبويّ الشريف سماعاً وروايةً ونقلوه لمن بعدهم، وكان منهم الأعلام في كتب السنّة والحديث النّبويّ الشريف ونصل في رحلتنا إلى التّابعيّ المحدّث هشام بن زيد رحمه الله تعالى، فتعالوا معنا نبحر في سيرته العطرة رحمه الله .

نبذة عن هشام

هو: التّابعي الجليل، هشام بن زيْد بن أَنس بن مالك، من التّابعين الصغار يرجع نسبة إلى الأنصار، ويقال له البَصْريّ لأنّه كان يسكن البصرة بالعراق، وكان ممّن لزموا الصّحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه وهو جدّه وروى عنه الحديث، وكان في زمانة مرجعاً لأهل الحديث النّبويّ وروى عنه كثير من التّابعين وأتباعِهم لعلمه في الحديث.

روايته للحديث

كان التّابعيّ هِشام بن زيْد بن أنس بن مالك من الّذين رووا الحديث عن جدّه أنس بن مالك لملازمته له، وروى عنه الحديث كثير من أقرانه التّابعين وأتباعهم من أمثال: حمّاد بن سَلمَة وشُعْبة بن الحجّاج وعَزْرَة بن ثابت وعبدالله بن عون، وكان من الثّقات عند أهل الجرح كالإمام الذّهبيّ وروى له الشّيخان البخاريّ ومسلم والتّرمذيّ والنّسائيّ وأبوداوود وابن ماجة وأحمد بن حنبل في المسند.

من رواية هشام للحديث

ممَّا ورد من رواية هشام بن زيد بن أنس بن مالك للحديث ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( حدّثنا شعبةُ عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك: أنّ امرأة يهودِيّةً أتَتْ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بِشاةٍ مَسْمُومةً فأكَلَ منها فَجِيءَ بها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فَسَأَلَها عنْ ذلكَ، فقالت: أرَدْتُ قَتْلَكَ ، قال: ( ما كانَ الله لِيُسَلِّطَكِ على ذاكِ)، قالَ أو قالَ( عَليَّ )، قالَ قالوا: ألا نَقْتُلُها؟، قال: ( لا )، قال: فَما زِلْتُ أعْرِفُها في لهواتِ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم )) ـ لهوات تعني: اللّحمة الحمراءـ، من كتاب السّلام، رقم الحديث 2190.


شارك المقالة: