وادي أوطاس مرکز تجمع هوازن الرئيسي في غزوة حنين:
وكان مكان التجمع النهائي لعشائر هوازن المشتركة في الحشد هو وادی أوطاس، ووادي أوطاس هو أحد أودية حنين الرئيسية والذي يقع شرق مكة المكرمة والذي يصب في وادي حنين بين الشرائع والزيمة وجبال كرا وبني مالك التي تقع في جنوب شرق مكة المكرمة والتي من ناحيتها قد جاءت قبائل ثقيف أحد بطون هوازن الشهيرة والتقت في أوطاس بملك هوازن وقائدها العام الذي يدعى مالك بن عوف النصري، وبذلك اکتمل حشد جيش هوازن الذي كان عدده عشرين ألف مقاتل.
لقد كانت القوة الرئيسية من هوازن قد تحركت من الشرق حتى أنها قد عسکرت في أوطاس بقيادة مالك بن عوف النصري، وفي أوطاس قد توالت الإمدادات لهم من العديد من القبائل البعيدة عن مكان الحشد الرئيسي في ديار هوازن في شرق الحجاز وقد اجتمع الناس في أوطاس فعسكروا، وأقاموا به، وجعلت الإمدادات تأتيهم من كل ناحية.
كان دريد بن الصمّة والذي هو أحد بني جشم بن بكر بن معاوية بن هوازن يعتبر محارباً مشهورًا وكان سيدًا من سادات هوازن، ولكنه عند الحشد لمعركة حنين ضد المسلمين كان قد بلغ من عمره مائة وستين عاماً، حينها لم يعد قادراً على القتال، حيث كان دريد مقعدًا يحمل على أكتاف الرجال وذلك بسبب عدم قدرته على المشي، فضلاً عن القتال.
إلّا أنّ دريد بن الصمة مع تقدمه في العمر وأيضاً عجزه وعدم قدرته على القتال ظل بكامل قواه العقلية وبكل حواسه ما عدا حاسة السمع التي كاد أن يفقدها.
وقد كان دريد يعتبر مرجعاً مهماً لقومه هوازن في جميع الأمور السياسية والعسكرية والحربية، وذلك بسب تجاربه الحربية المتواصلة التي قد عاشها طوال عمر مائة وعشرين عاماً في المجتمع الملتهب دائما بنار الحرب بينهم وبين القبائل الأخرى، فقد كان دريد فارسًا شجاعاً مجرباً لا يشق له غبارًا، وكان أيضاً شاعرًا مفكرًا فحلًا متوقد الذّهن.
ومع عدم قدرة دريد على القتال فقد أحب قومه أن يكون دريد من ضمن جيش هوازن ضد المسلمين، حتى يستفيدون من خبرته ومن تجاربه الحربيتين، فقد حمله الجيش على شجار.