وجوب الزكاة في العسل

اقرأ في هذا المقال


جعل الله سبحانه وتعالى العسل من الطيّبات أنعم بها على عباده، ويعمل الكثير من الناس في العسل، وإنتاجه، ويجنون الكثير من الأموال مقابل ذلك، فهل في العسل زكاة؟ وإن كانت في العسل زكاة فما نصابها وما مقدارها؟

ما هو العسل؟

العسل هو ما يجمعه النحل من رحيق الأزهار، وهو من المواد الغذائية الغنية، فهو من الأغذية الصحية والتي تعود على جسم الإنسان بكثير من الفوائد، وتمدّه بالمواد الغذائية الضرورية لصحته، كما جعله الله عز وجلّ من الأدوية التي قد تُستخدم لعلاج الكثير من الأمراض.

وقد ذكر الله تعالى العسل في القرآن الكريم، في سورة النحل الآيتين 68-69: “وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ، ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.

هل في العسل زكاة؟

في البداية اختلف علماء الفقه في وجوب زكاة العسل، فمنهم مَن قال بأنّه لا زكاة في العسل، وقال آخرون بأنّ الزكاة في العسل واجبة، وكان هذا الرأي الراجح، بعد أن ذكر الصحابيّ الجليل عبدالله بن عمر _رضي الله عنه_، أنّ النبي _عليه الصلاة والسلام_ قال: “في العسل كلّ عشرة أزق زق” سنن الترمذي.

وبناءً على حديث الرسول _عليه الصلاة والسلام_ فقد أكّد علماء الفقه على وجوب الزكاة في العسل، وحدّدوها بالعشر، كما أخذ الفقهاء بعموم قول الله تعالى في سورة التوبة آية 103: “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”، إضافة إلى  الآيات التي ذُكرت في وجوب الزكاة.

والعسل من الأموال التي يحصل عليها الإنسان، ويستفيد منه في حياته الاقتصادية، كما أنّ كثيراً من الناس الذين يملكون مزارع العسل التي تعود عليهم بالمال الوفير والدخل الكبير، وكان وجوب الزكاة بالعسل اعتماداً على ما ذُكر من أدلّة في وجوب الزكاة على الأموال بشكلٍ عام.

فإنّ الأدلّة التي ذُكرت في زكاة العسل بشكلٍ خاص، هي محلّ خلاف بين علماء الفقه، لكن ما ورد من الأدلّة العامة التي دلّت على وجوب الزكاة، وما ورد عن الصحابة والتابعين من آثار، جميعها يدل علو وجوب زكاة العسل وبمقدار العشر.

أمّا نصابها فيتم تقديره بما يُعادل قيمة خمسة أوسق من القمح، وتُساوي 653 كيلو غرام من القمح، فإن بلغت قيمة العسل ما يُساوي قيمة هذه الكمية من القمح، وجب على صاحبها إخراج العشر.


شارك المقالة: