وصايا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
كان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الوصايا والفضائل التي كان يحث صحابة الكرام رضوان الله عليهم وجميع الناس على قولها وفعلها والقيام بها، لما لتلك الوصايا والفضائل في رفعة الإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، ولما لها من نفعه كبيرة وأجر عظيم له.
بر الوالدين:
كان من أهم وصايا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو وصيته ببر الوالدين لأن رضى الله من رضى الوالدين فهما باب من أبواب الجنة، فعن الصحابي الجليل أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: “جاء رجل إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك» قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك» قال ثم من؟ قال: «ثم أبوك»”. [رواه الشيخان]
وفي رواية قال: “ يا رسول الله! من أحق بحسن الصحبة؟ قال: «أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك، ثم أدناك فأدناك»”. [رواه مسلم].
وكان من وصاة النبي محمد بالوالدين كان يشدد على برِّهما وهو ما روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “رَغم أنفه! ثم رغم أنفه! ثم رغم أنفه! ثم رغم أنفه! من أدرك أبويه عند الكبر، أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة”.
المحافظة على الصلاة وبر الوالدين:
وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يوصي بالصلاة وعدم تركها والمحافظة عليها لأنّها عامود أساسي من أحسن أعمدة دين الإسلام، وكان يوصي بحسن التعامل مع الوالدين والبر فيهما ، وهو ما روي عن أميمة (مولاة النبي – صلى الله عليه وسلم -) رضي الله عنها قالت: “كنت أصب على النبي عليه الصلاة والسلام وضوءه فدخل رجل فقال: أوصني قال: «لا تشرك بالله شيئًا وإن قطعت وحرقت بالنار، وأطع والديك وإن أمراك أن تتخلى من أهلك ودنياك، فتخله، ولا تشربن الخمر فإنها مفتاح كل شر، ولا تتركن صلاة متعمدًا، فمن فعل ذلك فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله”.
[الحديث رواه الطبراني]
ما يقال بعد الصلاة:
وكان النبي يوصي بالتكبير والتسبيح والحمد عشر مرات بعد كل صلاة وهو ما روي عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن أم سليم غدت على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالت: “علمني كلمات أقولهن في صلاتي، فقال: «كبري الله عشرًا، وسبحيه عشرًا، واحمديه عشرًا، ثم سلي ما شئت، يقول: نعم نعم”.
[رواه أحمد والترمذي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه]
وكان النبي يوصي بقول :(اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)، وذلك دبر كل صلاة وهو ما روي عن معاذ – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أخذ بيده وقال: “يا معاذ! والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ: لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”. [رواه أبو دود والنسائي بإسناد صحيح]
في فضل الذكر:
وكان النبي يوصي بذكر الله سبحانه وتعالى والكثرة من ذكر الله عز وجل وهو ما روي عن عبد الله بن بسر – رضي الله عنه – أن رجلاً قال: “يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به! قال: «لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله”.
[رواه الترمذي واللفظ له وابن حبان في صحيحه]
ومن وصايا فضل ذكر الله عز وجل هو ما روي عن معاذ – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، أنّ رجلاً سأله فقال: “أي المجاهدين أعظم أجرًا؟ قال: «أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرًا» فقال: فأي الصالحين أعظم أجرًا؟ قال: «أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرًا» ثم ذكر الصلاة، والزكاة، والحج والصدقة، كل ذلك ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرًا» فقال أبو بكر لعمر: يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «أجل»”.
هجر المعاصي والتمسك بطاعة الله وذكره:
وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يوصي بهجرة المعاصي والابتعاد عنها والتمسك بذكر الله عز وجل وطاعته على أكمل وجه وهو ما روي عن أم أنس رضي الله عنها أنها قالت: “يا رسول الله أوصني، قال: «اهجري المعاصي فإنّها أفضل الهجرة، وحافظي على الفرائض، فإنه أفضل الجهاد، وأكثري من ذكر الله، فإنّك لا تأتين لله بشيء أحب إليه من كثرة ذكره»”.
[رواه الطبراني بإسناد جيد]
ومن الأحاديث التي تدل على أهمية الابتعاد عن المعاصي وذكر الله عز وجل وطاعته هو ما روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: “قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة»”.
[رواه البخاري ومسلم والترمذي]
وعن الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خرج على حلقة من أصحابه، فقال: “«ما أجلسكم؟» قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومن به علينا، قال «آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟» قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال «أما إني لم أستحلفكم تهمةً لكم، ولكنّه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة»”.
[رواه الثلاثة ومسلم والترمذي].