وفد بني سعد بن هُذَيم:
جاء العديدُ من الوفود إلى النّبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من تلك الوفود وفد بني سعد بن هذيم، وقد جاء ذلك الوفد في السَّنَةِ العاشرة للهجرة النّبوية الشريفة.
وكان من بين تلك الوفود وفد بني سعد بن هذيم وكان من قُضَاعةَ، حيث قال النعمان والذي كان منهم: “جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وافداً في بعض نفر من قومي، وقد أوطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاد، وقد أزاح العرب، حيث كان الناس صنفان، إمّا صنف داخل في دين الله الإسلام وراغب فيه، وإمّا صنف خائف السيف.
وقال النعمان: حينها نزلنا في ناحية من المدينة المنورة، وبعد ذلك خرجنا نَؤُمُّ المسجد حتى وصلنا إلى بابه، فوجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي على جَنازة في المسجد، وبعد ذلك قمنا خلفه ناحية، حتى أننا لم ندخل مع الناس في صلاة الجنازة، وقلنا أيضاً حتى يصلّي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ثمّ بعد ذلك نُبايعه.
وبعد ذلك انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم نظر إلينا، وبعد ذلك دعا بنا فقال النّبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: “ممّن أنتم؟” فقال الوفد: نحن من بني سعد بن هذيم، فقال النّبي محمد صلى الله عليه وسلم: “أمسلمون أنتم؟” فقال الوفد: نعم، فقال النّبي محمد صلى الله عليه وسلم : “هَلاَّ صلّيتم على أخيكم؟” فقال الوفد: “يا رسول الله ظننا أنّ ذلك لا يجوز حتى نبايعك”، فقال النّبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام: “أينما أسلمتم فأنتم مسلمون”.
قال النعمان: حينها أسلمنا وبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأيدينا، وبعد ذلك انصرفنا نحو رِحَالنا، وقد كُنَّا خَلَّفْنَا (جعلنا) على رحالنا أصغرنا، فأرسل النّبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام في طلبنا، فقدمنا إلى النّبي محمد صلى الله عليه وسلم وتقدم صاحبنا فبايعه النّبي محمد صلى الله عليه وسلم على دين الله الإسلام، فقلنا للنّبي محمد عليه الصلاة والسلام: “يا رسول الله إنّه أصغرنا وإنه خادمنا”، فقال النّبي محمد صلى الله عليه وسلم: “سيد القوم خادمهم، بارك الله عليه”.
وقال النعمان: “فكان خيرنا وأقرأنا للقرآن لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم”، وبعد ذلك أجازهم النّبي ومن ثمّ انصرفوا راجعين.