وفد بني عامر بن صعصعة:
جاء العديد من الوفود إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من تلك الوفود وفد عامر بن صعصعة.
كان في ذلك الوفد عامر بن الطفيل عدو الله ومعه أربد بن قيس وهو أخو لبيد لأمِّه، وكان أيضاً معهم خالد بن جعفر، ومعهم جبار بن أسلم، وكان هؤلاء هم رؤساء وزعماء القوم وشياطينهم، وكان عامر هو من غدر بأصحاب بئر معونة، فعندما أراد ذلك الوفد أن يأتي إلى المدينة المنورة كان قد تآمر عامر وأربد بن قيس، حيث أنّهم اتفقا على أن يفتكوا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وعندما قدم ذلك الوفد كان عامر يكلم النبي صلى الله عليه وسلم، حيث دار أربد خلفه، وبعد ذلك اخترط سيفه شبرا، ومن ثم حبس الله يده فلم يكن قادراً على سلِّه، فعصم الله نبيه الكريم، حيث دعا عليهما النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعندما رجعا بعث الله سبحانه وتعالى على أربد وجمله صاعقة جعلته يحترق، وأمّا عن عامر فقد نزل على امرأة سلولية، فأصيب عامر بغدّة في عنقه، فمات منها، حيث مات وهو يقول: “أغدَّة كغدة البعير، وموتاً في بيت السلوليّة”.
وفي صحيح البخاري: “أنّ عامراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخيِّرك بين خصال ثلاث:
يكون لك أهل السهل ولي أهل المدر، أو أكون خليفتك من بعدك، أو أغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء، فطعن في بيت امرأة، فقال: أغدَّة كغدة البعير، في بيت امرأة من بني فلان، إيتوني بفرسي. فركب، فمات على فرسه”.