وفد عبد القيس:
كان لقبيلة عبد القيس وفادتان قد قدما إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فالأولى كانت قد جاءت في السنة الخامسة من الهجرة النبوية الشريفة أو حتى قبل ذلك.
حيث كان هناك رجل من عبد القيس اسمه (منقذ بن حيان)، حيث كان يرد المدينة المنورة بالتجارة، فعندما قدم إلى المدينة المنورة بتجارته بعد مقدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعلم بدين الله الإسلام أسلم حينها، وكان قد ذهب بكتاب من النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى قومه فأسلموا عندها.
بعد ذلك توافدوا إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في شهر محرم، وكان عددهم ثلاثة أو أربعة عشر رجلا، وقد سألوا عن الإيمان وعن الأشربة (“يطلق على الْأَشْرِبَةُ هو مَا كَانَ مُسْكِرًا مِنَ الشَّرَابِ، سَوَاءٌ كَانَ مُتَّخَذًا مِنَ الثِّمَارِ، كَالْعِنَبِ وَالرُّطَبِ وَالتِّينِ، أَوْ مِنَ الْحُبُوبِ كَالْحِنْطَةِ أَوْ الشَّعِيرِ، أَوِ الْحَلَوِيَّاتِ كَالْعَسَلِ.وَسَوَاءٌ كَانَ مَطْبُوخًا أَوْ نِيئًا”)، وكان كبيرهم وزعيمهم الأشج العصري، والذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكلام: “إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة” .
وكانت الوفادة الثانية قد قدموا في سنة الوفود، وكان عدد ذلك الوفد أربعين رجلاً، وكان مع الوفد الجارود بن العلاء العبدي، وكان على دين النصارى فأسلم الجارود حتى أنّه حسن إسلامه.