صفة الصلاة:
صفة الصلاة الكاملة من كل وجهٍ: هي أن يصلي المسلم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلّي؛ لحديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صلوا كما رأيتموني أصلي” أخرجه البخاري. ومن أحب ان يُصلي وأراد انّ يقتدي كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلّي فليصلّ على الشكل الآتي:
– يجب إسباغ الوضوء، وهو أن يتوضأ كما أمره الله تعالى وعملاً بقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مَّنكُم مّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النساء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مّنْهُ مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” المائدة:6.
وهناك حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول” أخرجه مسلم في صحيحه. فيجب على المسلم العناية بالطهارة، قبل دخول الصلاة.
– يتوجه إلى القبلة، وهي الكعبة، لقول الله تعالى: “قَدْ نَرَى تَقَلُّب وَجهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلّيَنَّكَ قِبلَةً تَرضاها فوَلّ وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحرَامِ وحَيثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجوِهَكُمْ شَطْرَهُ” البقرة:144. ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة المسيء صلاته: “إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة” متفق عليه.
ـ يجعل له سترة يصلّي إليها إن كان إمامًا أو منفردًا؛ لحديث سبرة بن معبدٍ الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليستترْ أحدُكم في الصلاة ولو بسهمٍ” أخرجه الحاكم.
ولحديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا قام أحدُكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل مؤخرة الرَّحل، فإذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل فإنه يقطع صلاته: الحمار، والمرأة، والكلب الأسود” رواه مسلم.
ويتأكد الدّنوُّ من السترة والصلاة إليها؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا صلى أحدُكم فليصلّ إلى سترةٍ، وليدنُ منها” رواه أبو داود.
ولحديث سهل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا صلَّى أحدكم إلى سُترةٍ فليدنُ منها؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته” رواه أبو داود.، ويجعل بينه وبين سترته قدر ممر الشاة، أو قدر مكان السجود، ولا يزيد على قدر ثلاثة أذرع، وكذلك بين الصفوف؛ لحديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: “كان بين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الجدار ممر الشاة” متفق عليه. وإذا أراد أحد أن يمر بين يديه ردّه، ودافعه؛ فإن لم يمتنع دافعه بقوة؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعْه، فإن أبى فليقاتلْه؛ فإنما هو شيطان” متفق عليه في كتاب البخاري.
وفي رواية لمسلم: “فإن معه القرين” رواه مسلم. ولا يجوز المرور بين يدي المصلي؛ لحديث أبي جُهيم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو يعلمُ المارُّ بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرًا له من أن يمرَّ بين يديه، قال أبو النضر أحد الرواة: لا أدري قال: أربعين يومًا، أو شهرًا، أو سنة” متفق عليه.
وسترة الإمام سترة لمن خلفه؛ لحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وفيه: “أنه أقبل راكبًا على حمارٍ أتانٍ، وهو يومئذ قد ناهز الاحتلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم في حجة الوداع يصلي بالناس إلى غير جدار، فسار ابن عباس على حماره بين يدي بعض الصف الأول، ثم نزل عنه فصف مع الناس وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينكر ذلك عليه أحد” متفق عليه.
وسمعت شيخنا الإمام عبد العزيز ابن باز رحمه الله يقول: “هذا يدل على أن المأمومين سترتهم سترة إمامهم، فلا يضرهم من مرّ من أمامهم إذا كان لإمامهم سترة”.
– يكبّر تكبيرة الإحرام، قائمًا، قاصدًا بقلبه فعل الصلاة التي يريدها: من فريضة أو نافلة؛ تقربًا لله تعالى، قائلاً: الله أكبر، ناظرًا ببصره إلى محل سجوده، رافعًا يديه مضمومتي الأصابع، ممدودة إلى حذو منكبيه، أو إلى حيال أذنيه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث المسيء صلاته: “إذا قمت إلى الصلاة فكبر” متفق عليه. ولقول الله تعالى: “وَقُومُواْ لله قَانِتِينَ” البقرة:238.
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين رضي الله عنه: “صلّ قائمًا، فإن لم تستطعْ فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جَنْبٍ” رواه البخاري؛ ولحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إنما الأعمال بالنيات” متفق عليه. ولا ينطق بلسانه بالنية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بها، ولا أصحابه رضي الله عنهم.