اقرأ في هذا المقال
- آداب يراعيها القارئ قبل تلاوة القرآن الكريم
- آداب يراعيها القارئ أثناء تلاوة القرآن الكريم
- آداب يراعيها القارئ بعد تلاوة القرآن الكريم
القرآن الكريم كتاب الله تعالى، يتضمن كلامه عزّ وجل، الذي لا كلام بمنزلته، ولا حديث بمقامه، فهذا كلام الخالق جلّ وعلا، وعلى المسلم القارئ لكتاب الله تعالى أن يلتزم بمجموعة من الآداب التي تقدّر كلام الله تعالى، وتجعل كتابه مميزاً عن بقية الكتب التي يمتلكها، وهذا يكون قبل تلاوة القرآن الكريم وأثناء تلاوته، وبعدها، وفيما يلي تفصيل ذلك.
آداب يراعيها القارئ قبل تلاوة القرآن الكريم
هناك العديد من الآداب التي يجب على المسلم أن يُراعيها قبل تلاوته للقُرآن، ومنها ما يلي:
- أن يُخلص القارئ في قراءته، ويقصد من تلاوته وجه الله تعالى، ونيل الأجر والثواب في الدنيا والآخرة، وألا يكون مقصده هدف من أهداف الدنيا، فقال الله عز وجل: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَة” سورة البينة 5.
- من السنة لقارئ القُرآن أن يتلوه متوضئاً وعلى طهارة، وحكم قراءة القرآن الكريم دون وضوء جائز، لكن ذلك يعتبر من أفضل الأفعال عند التلاوة، كما يُفضل التيمم في حالة عدم وجود الماء.
- ومن السنة أيضاً للقارئ استعمال السواك قبل الشروع بتلاوة القرآن الكريم، فالسواك يُطهّر الفم، وهو مستحب قبل الصلاة وقبل قراءة القرآن.
- ويُشترط قبل تلاوة القرآن الكريم أن يجلس القارئ في مكان نظيف وطاهر، لذلك يستحبُّ للقارئ أن يتلو القرآن في المسجد؛ فهو مكان تجتمع في الطهارة والنظافة.
- ومن آداب تلاوة القرآن الكريم، أن يستقبل القارئ القبلة، ويجلس بأدب ووقار، كما يجوز له بخلاف الأولى أن يتلو القرآن في فراشه، مع اشتراط طهارة الفراش.
- الاستعاذة قبل البدء بالتلاوة، استناداً لأمر الله تعالى: “فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ” سورة النحل 98.
- أن يبدأ القارئ بقول “بسم الله الرحمن الرحيم” أي ما يُعرف بالبسملة في بدايات السور جميعها ما عدا سورة التوبة.
- استقبال القبلة: يستحب استقبال القبلة قبل تلاوة القرآن الكريم، وذلك تعظيمًا للقرآن الكريم.
- الجلوس في مكان هادئ: ينبغي على المسلم أن يجلس في مكان هادئ قبل تلاوة القرآن الكريم، وذلك ليتمكن من التركيز والتدبر في معاني القرآن الكريم.
آداب يراعيها القارئ أثناء تلاوة القرآن الكريم
ومن الآداب التي يجب على المسلم أن يُراعيها أثناء تلاوته للقُرآن الكريم، ما يلي:
- يجب على القارئ أن يتوقف عن التلاوة عند التثاؤب؛ لأن العبد يقابل ربه ويخاطبه في هذه العبادة، فلا يُكثر من الحركة لغير الحاجة، وليس من الأدب مع الله تعالى أن يستمر العبد بتلاوة القرآن أثناء التثاؤب.
- يُفضل عدم وضع المصحف على الأرض؛ وإما يرفعه القارئ بين يديه، أو يضعه على مكان مرتفع أمامه، تقديراً للقرآن الكريم والابتعاد عن امتهانه لا قدّر الله.
- التدبر والتمعن بالآيات أثناء التلاوة، دون التركيز على كثرة القراءة فقط، ويجب حضور الذهن والقلب للآيات ومعانيها، والابتعاد عن السرعة في التلاوة؛ فهذا يُنافي التدبُر والتأمل.
- ومن الآداب المُستحَبّة عند قراءة القرآن، تحسين الصوت والتجويد، فالقارئ مكلّف بتلاوة القرآن بعناية واهتمام؛ ويفضل إسرار القراءة في حال خشية القارئ من الرياء على نفسه، وأما جهر القراءة فهو الأفضل في حال عدم خشية الرياء.
آداب يراعيها القارئ بعد تلاوة القرآن الكريم
يجب على القارئ بعد تلاوته للقرآن الكريم، أن يعمل بما جاء به من أحكام وتعاليم، وجعله القاضي الحاكم في شؤون حياته، استناداً لقوله سبحانه وتعالى: “فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”. سورة النساء 65.
وعلى القارئ أن يستمر بقراءة القرآن الكريم، ويعتني بحفظه وتفسيره، وتعظيم مبادئه وأحكامه، وأن يجعل القرآن رفيقه في جميع أوقات حياته، فهو معين على ذكر الله تعالى، والتوكل عليه والاستعانة به، ويجب على قارئ القرآن أن يتحلى بأسمى الأخلاق التي تعلمها من القرآن الكريم، في جميع ظروفه بعيداً عن المُنكرات ورغبات الدنيا الزائلة.