آيات التحدي دليل على صدق القرآن :
تحدى الله البشرية بأن يأتوا بأقصر سورة من مثله، على مثاله في النظم والتأليف والإحكام، وفي المعاني والدلالات والأحكام، فعجزوا عن معارضته في كل ذلك، عن مماثلته بعباراتهم، أو مُجاراته ببيانهم، أو مسابقته بقوانينهم وشرائعهم، فقال تعالى: ﴿قُل لَّىِٕنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰۤ أَن یَأۡتُوا۟ بِمِثۡلِ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا یَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضࣲ ظَهِیرࣰا﴾ صدق الله العظيم [الإسراء ٨٨] وكذلك قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ أَن یُفۡتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن تَصۡدِیقَ ٱلَّذِی بَیۡنَ یَدَیۡهِ وَتَفۡصِیلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لَا رَیۡبَ فِیهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٣٧) أَمۡ یَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُوا۟ بِسُورَةࣲ مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُوا۟ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ (٣٨) ﴾ صدق الله العظيم – سورو يونس، وكذلك قوله تعالى: ﴿وَإِن كُنتُمۡ فِی رَیۡبࣲ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُوا۟ بِسُورَةࣲ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُوا۟ شُهَدَاۤءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ﴾ صدق الله العظيم[البقرة ٢٣].
ذلك لأنّه كلام رب العالمين تبارك وتعالى، وكلامه سبحانه وتعالى من صفاته وهو الذي لا مِثل له لا في ذاته ولا في صفاته، كما قال تعالى عن نفسه: ﴿ لَیۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَیۡءࣱۖ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ﴾ صدق الله العظيم[الشورى ١١] فكما أنّه لا مِثلَ له في سمعه، ولا مثل له في بصره، ومثلَ له في سائر صفاته، فكذلك لا مثل له في كلامه، وكلامه من صفاته.
قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ أَن یُفۡتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن تَصۡدِیقَ ٱلَّذِی بَیۡنَ یَدَیۡهِ وَتَفۡصِیلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لَا رَیۡبَ فِیهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾ صدق الله العظيم[يونس ٣٧].
وقد جاء في صحيح مسلم عن أبي ذر، قال أبو ذر: خرجنا من قومنا غفار وكانوا يحلون الشهر الحرام فخرجت أنا وأخي أنيس. ثم قال أنيس : إن لي حاجة بمكة فاكفني فانطلق أنيس حتى أتى مكة فراث علي – أبطأ علي – ثم جاء فقلت: ما صنعت قال لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله – يعني سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم – قلت: فما يقول الناس قال يقولون: شاعر كاهن ساحر وكان أنيس أحد الشعراء قال أنيس : لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فما يلتئم على لسان أحد بعدي أنّه شعر والله إنّه لصادق وإنّهم لكاذبون، وهذه شهادة من أكبر شعراء العرب بأنّ القرآن ليس من كلام البشر.