ما زال لصحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الحظُّ الوافر في رواية الحديث النّبويّ الشّريف، هم أوَل طبقة في سنده، فهم من رأوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومن شهدوا الوحي والتّنزيل، وقد كان منهم المكثرين في رواية الحديث النّبويّ ومنهم المقلّين في الرواية عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومنهم من رأى النّبي صلّى الله عليه وسلّم لكنّه لم يحضى برواية الحديث عنه وحدّث عن الصّحابة، نتكلم اليوم عن واحد من الصّحابه رآه عليه السّلام ولم يروي عنه، إنّه أبوالطّفيل، فتعالوا معنا نقرأ في سيرته بالحديث.
نبذة عن أبي الطفيل
هو الصّحابيّ الجليل أبو الطّفيْل عامر بن واثلة، وقد كان من أصغر الصّحابة رضوان الله عليهم، كان من مواليد العام الثّالث للهجرة، وقد أدرك رؤية النّبي صلّى الله عليه وسلّم ولم يروي عنه، وقيل قد رأى النّبي صلّى الله عليه وسلّم بفتح مكّة، وأورد البخاريّ أنّه آخر من توفي ممّن رأى النّبي صلّى الله عليه وسلّم من الصّحابة، كان من سكّان الكوفة إلى أن آلت به الأمور إلى السفر لمكّة المكرّمة، ولمْ يثبت عن أبي الطّفيل أنّه روى عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، وكانت وفاته في سنة 102 للهجرة.
روايته للحديث
كان أبو الطّفيل من رواة الحديث النّبويّ الشّريف، فلم يروي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وروى عن عدد من الصّحابة الأجلّاء كأبي بكر وعمر وعليّ وحذيفة ومعاذ رضي الله عنهم، وروى عنه الحديث كثير منهم: الزهريّ وعمرو بن دينار وعكرمة بن خالد رحمهم الله.
من حديث أبي الطّفيل
ممّا ورد من الحديث النّبويّ من طريق أبي الطّفيل ما أورده الإمام مسلم بن الحجّاج في صحيحة ما حدّث به خالد بن عبدالله عن أبي الطفيل أنّه قال: ( رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وما على وجه الأرض رجلٌ رآه غيري، قال فقلت له: فكيف رأيته؟ قال: كان أبيضَ مَليحاً مُقَصّداً)) باب كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مليح الوجه، وقال مسلم في نفس الباب بحاشية الحديث أنّ أبا الطّفيل مات سنة مائة وكان آخر من مات من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.