أبو الربيع سليمان بن داوود والرواية

اقرأ في هذا المقال


ما زِلْنا نبْحَثُ في رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ، نجوبُ ديارَهُمُ العامِرَةُ، نَقْرأُ أسمائَهم، نروي قِصَصَهُمْ ونتَعلَّمُ منْهمْ، نعبرُ إليْهمِ عبر أزْمانِ الرِّوايَةِ، نبْحِرُ في سيرَتِهم في علْمِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، ونَصِلُ إلى تَبَعِ أتْباعِ التَّابعينَ الّذين تابعوا مسيرَةَ أسْلافِهمْ منَ الصَّحابَةِ والتَّابعينَ وأتْباعِهمْ، ونصِلُ إلى مَحَطَّةٍ جَديدَةٍ في مدينَةٍ منْ مُدُنِ العِلْمِ والحديثِ، ألا وهي مدينَةُ البَصْرَةِ، لنقْرأَ عنْ سيرَةِ الرَّاوِي سُليمانَ بنِ داوودَ الزَّهْرانِيُّ، فتعالوا مَعنا في هذِهِ السيرَةِ العَطِرَةِ.

نبذة عن سليمان بن داوود:

هو الرَّاوِي المُحَدِّثُ، أبو الرَّبيعُ، سُليمانُ بنُ داوودَ الأزْدِيُّ الزَّهرانِيُّ البَصْرِيُّ، منْ الثِّقاتِ في رِوايَةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ زَمَنِ تَبَعِ أتْباعِ التَّابعينَ، منْ أهلِ البَصْرَةِ بالعِراقِ، ولِدَ بعد العامِ الأرْبَعينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ، وأدْرَكَ كثيراً منْ أتْباعِ التَّابعينَ وروَى الحديثَ منْ طريقِهم، وكانتْ وفاتُهُ في العامِ الرَّابِعِ والثَّلاثينَ بعدَ المائَتينِ منَ الهِجْرَةِ يرْحَمُهُ الله.

سيرة سليمان بن داوود مع الحديث:

كانَ أبو الرَّبيعُ سُليمانُ بنُ داوودَ منْ أعلامِ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ منْ طَبَقَةِ أتْباعِ التَّابعينَ، وقدْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ كثيرٍ منَ الرُّواةِ منْ أمْثالِ: فليحِ بنِ سُليمانَ بنِ أبي المُغيرَةِ وحمَّادِ بنِ زَيْدٍ وعبَّادُ بنُ العَوَّامِ وأبي عَوانَةَ اليَشْكُرِيِّ وإسْماعيلُ بنُ زَكَرِيَّاءَ ومالِكِ بنِ أنَسٍ وجريرِ بنِ حازِمٍ وأبي شِهابَ الحَنَّاطِ وغيرِهمْ يرْحَمُهُمُ الله.
أمَّا منْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ سُليمانَ بنِ داوودَ فَمِنْهُمْ: الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ إسْماعيلَ البُخارِيُّ والإمامُ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ النَّيْسابورِيُّ والإمامٌ أبو داوودَ السَّجِسْتانِيُّ وعليُّ بنُ المَدِينِيِّ والإمامُ أحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وأبو القاسِمِ البَغَوِيُّ وإسْحاقُ بنُ راهَوَيْهَ و محمَّد بن يحيَى الذُّهَلِيُّ وغيرُهُمْ يرْحَمُهُمُ الله جميعاً.

من رواية سليمان بن داوود للحديث:

مِمَّا وجدْناهُ منْ رِوايَةِ أبي الرَّبيعِ سُليمانَ بنِ داوودَ للحديثِ ما أوْرَدَهُ الإمامُ مسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ النَّيْسابورِيُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ الإيمانِ: ((حدَّثَنا أبو الرَّبيعِ سُليمانُ بنُ داؤدَ العَتْكِيُّ، حدَّثَنا حمَّادُ ـ يعني ابنَ زَيْدٍ ـ عنْ عمرِو بنِ دينارٍ، عنْ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، أنَّ رَجُلاً منَ الأنْصارِ أعْتَقَ غُلاماً لَهُ عنْ دُبُرٍ لمْ يَكُنْ لَهُ مالُ غَيْرُهُ، فَبَلَغَ ذلِكَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ: (منْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي؟) فاشْتَراهُ نُعَيْمُ بنُ عبْدِ اللهِ بِثَمانِمائَةِ دِرْهَمٍ، فَدَفَعَها إلَيْهِ. قالَ عمْرٌو سَمِعْتُ جابِرَ بنَ عبْدِ اللهِ يَقُولُ: عَبْدَاً قِبْطِيَّاً ماتَ عامَ أوَّلَ.)). رقمُ الحديثِ 997/58.


شارك المقالة: