أبو قتادة الأنصاري والحديث

اقرأ في هذا المقال


إنّ لصحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الفضل الكبير في نقل ما نزل إلى النّبي صلّى الله عليه وسلّم من الوحي، سواء كان قرآناً محفوظاً بلفظه ومعناه، أو حديثاً بمعناه وبلفظ النّبي عليه الصّلاة والسّلام،فكانوا خير من حَفِظه ونَقَله ليصل من خلالهم إلى الأجيال من بعدهم كما هو، وقد زخرِت كتب الحديث النّبويّ الشريف بأسمائهم رضوان الله عليهم بما نقلوه من الحديث، نتحدّث في السطور هذه عن واحد منهم ألا وهو أبو قتادة الأنصاريّ.

نبذة عن أبي قتادة

هو الصّحابي الجليل أبو قُتادة، الحارث بن رِبْعِيّ، وقيل اسمه النّعمان، من قبيلة الخزرج، كان من الّذين أسلموا في صغر سنّهم، ومن الّذين أبلوْا بلاءً حسناً في غزوات النّبي عليه الصّلاة والسّلام من بعد غزوة أحد، وكان له في السيرة موقف دعا له النبي به بالبركة يوم غزوة ذي قَرَدٍ، وكان من المشاركين في الفتوح، وشارك في معارك الفتنة كلّها مع جيش علي بن أبي طالب ، واختلف في وفاته بين أقوال منها: سنة 40 وسن54 وسنة 70 للهجرة بالكوفة.

روايته للحديث

كان أبو قُتادة الأنصاري ممّن رووْا الحديث النّبويّ، سماعاً من النّبي عليه الصّلاة والسّلام وروايةً عن بعض الصّحابة الكرام: معاذ بن جبل والفاروق عمر بن الخطّاب وروى عنه بعض الصّحابة كأنس بن مالك ومن التابعين وتابعيهم كسعيد بن المسيّب وعبدالله الأنصاري وغيرهم وروى له الشيخان البخاريّ ومسلم وأصحاب السُّنن.

من حديث أبي قتادة

ممَّا روي من الحديث من رواية أبي قتادة ما أورده الإمام مسلم في صحيحة من طريق أبي سلمة عن أبي قتادة قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ( الرؤيا من الله والحُلم من الشيطان فإذا حلم أحدُكم حلماً يكرَهُهُ فلينْفثْ عن يساره ثلاثاً وليتعوذ بالله من شرّها)، كتاب الرؤيا حديث 2261.
وفي الباب نفسه عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( من رآني فقد رأى الحقّ).

في فضله من الحديث

لقد ذكر في مناقب أبي قتادة الأنصاري الكثير ومن ذلك ما أورده الحاكم النيسابوريّ في المستدرك على الصحيحين عن أبي قتادة الأنصاريّ قال: أدركني النّبي صلّى الله عليه وسلّم يوم ذي قَرَدٍ(غزوة) فنظر إليّ فقال: (اللهم بارك له في شَعره وبَشره)، وكان ذلك في قتله مَسعَدة الفزاريّ.


شارك المقالة: