مازلنا في سلسلة الرّواة للحديث النّبويّ الشّريف وقد بدأنا بصحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من المكثرين والمقلّين في الرّواية للحديث النبوي الشريف وكانوا همْ بوابّةُ الحديث النّبويّ الشّريف وأوّل طبقةٍ في سنده، هم أولُ من سمع وروى وأول من علّم منْ بعدَهم ما سمعوه من النّبي ّ صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ وصلنا في مسيرتنا إلى جيل التّابعين من الرّواة في زمنِ من سَمِعوا من الصّحابة ونقلوا الحديث النبوي الشريف عن بعضهم إلى منْ بعدَهم، نصل في رحلتا إلى التّابعيّ الجليل أبي مالكِ الأشجعيّ فتعالوامعنا في سيرته مع الحديث النّبويّ الشريف.
نبذة عن أبي مالك الأشجعيّ
هو: التّابعيّ الجليل، أبو مالك، سعدُ بنُ طارقٍ، من التّابعين المحدّثين عن كثير من الصّحابة والتّابعين، من سكان الكوفة بالعراق، من طبقة الزّهريّ وغيره، كان من أعلام الحديث النبوي الشريف في زمنه وَعُرِف بعلمِه وورعِه، وكانت وفاته رحمه الله تعالى في العام الأربعين بعد المائة من الهجرة النّبويّة الشّريفة يرحمه الله.
روايته للحديث
كان أبو مالك الأشجعيّ من التّابعين الّذين رووا الحديثالنبوي الشريف عن صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومنهم: أنس بن مالك وطارقِ بن أشْيَمَ رضي الله عنهم، كما روى عن كثير من التّابعين من أمثال: ربعيِّ بن حِراش وموسى بن طلحة بن عبيدالله وأبي حازم الأشْجعيّ وأبي حَبيبة مولى طلحة وكثيرِ بنِ مدركٍ وغيرهم يرحمهم الله وروى كثير من الرّواة من طريقه الحديث النبوي الشريف ومنهم: حَفصُ بنُ غِياثٍ وشعبة بن الحجّاج وسفيان الثوريّ وعُبَيدةُ بن حُمَيْدٍ ومحمّد بنُ اسحاقَ بنِ يسارٍ وأبو عُوانةَ وصالحُ بنُ عمرٍ وغيرهم رحمهم الله وكان من أهل الثّقة وروى له كثير من جماعة الحديث النبوي الشريف.
من رواية أبي مالك للحديث
ممّا ورد من الحديث النّبويّ من رواية أبي مالك الأشْجعيّ ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( حدّثا صالحُ بنُ عمرٍحدّثنا أبو مالكَ الأشْجَعيُّ عن أنسِ بنِ مالكٍ قال: سأَلَتِ امرأةٌ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم عنِ المرأةِ ترَى في منامِها ما يرَى الرّجلُ في منامِهِ؟ فقال: (إذا كانَ مِنْها مايكونُ منَ الرَّجُلِ فَلْتَغْتَسِلْ ) من كتاب الحيْضِ، رقم الحديث 312)).