أحداث في غزوة خيبر

اقرأ في هذا المقال


وبعد أن بات جيش المسلمين في ليلة اليوم الذي استعد فيه الجيش للهجوم على خيبر، لكن في صباح ذلك اليوم عندما شاهد أهل خيبر جيش المسلمين قادم إليهم حينها أصابهم من الخوف والفزع الكبيرين، وبعد هربهم توجهوا وعادوا إلى حصونهم يختبئون وكان من الطبيعي أن يكونوا مستعدين للقتال، وقال أهل خيبر حينها: (محمد والخميس) والخميس يقصدون به (الجيش)، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم (اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، خَرِبَتْ خيبرُ، إنّا إذا نزلنا بساحةِ قومٍ فساءَ صباحُ المنذرينَ).

وكانت بداية المعركة بعد العديد من المحاولات التي قام بها جيش المسلمين للدخول واختراق حصون خيبر، حينها قال سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم: (لأعطينَّ هذه الرَّايةَ رجلًا يحبُّ اللهَ ورسولَه، يفتح اللهُ على يدَيه)، فكانت الراية من نصيب الصحابي الجليل علي بن أبي طالب، فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية لعلي، وكان سيدنا علي يشتكي من الرّمد الذي في عينيه، فقام النبي إليه وتفل نبينا في عين علي بن أبي طالب، فشُفي سيدنا علي بأمر الله سبحانه تعالى، ومن ثمَّ تسلم الراية من رسول الله، وقال له النبي: (انْفُذْ على رِسْلِكِ حتى تنزلَ بساحتِهِم، ثمَّ ادعُهُمْ إِلى الإسلامِ، وأَخْبِرْهُمْ بما يَجِبُ عليْهِم مِنْ حقِّ اللهِ فيه، فواللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بكَ رجلًا واحدًا، خيرٌ لَكَ مِنْ أنْ يَكُونَ لَكَ حمرُ النَّعَمِ).

وبعد أن فرّ اليهود هاربين إلى حصونهم، هاجم جيش المسلمين حصن اليهود الأول من الحصون الثمانية في خيبر، وكان ذلك الحصن هو حصن ناعم، ويعتبر حصن ناعم حصناً قوياً والذي كان يشكل خطّ دفاع اليهود الأول لخيبر، وكان في حصن ناعم رجلٌ اسمه مرحب، وكان مرحب أحد فرسان اليهود المعروف بقوتهم والذي كان يعد بألف رجل عندهم من شدّة قوته.

وكان من المعروف أنّ من عادة العرب أن يكون قبل القتال في المعركة عدّة مبارزات فردية أو زوجية، حيث تقدم الفارس اليهودي مرحب يطلب مبارزاً أي فارسٍ من جيش المسلمين، فخرج إليه الصحابي الجليل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان سيدنا علي يردد أبياته المشهورة والذي يقول فيها:
أنا الذي سمتني أمي حَيْدَرَه
كلَيْثِ غابات كَرِيه المَنْظَرَه
أُوفيهم بالصَّاع كَيْل السَّنْدَرَه

فقاتله سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى قتل الفارس اليهودي مرحب، وبعد ذلك بدأ القتال القوي والشَّرِسُ حول حصنِ ناعم، والذي قتل فيه العديد من اليهود، وكان سبباً في انهيار مقاومة جنود اليهود، وعدم قدرتهم على صد هجمات جيش المسلمين، وصابهم يئس من المقاومة بسبب القتال الذي استمر لعدّة أيام، ولم يكن لليهود من طريق إلّا أن تسلَّلوا إلى حصن الصعب بن معاذ بعد أن اقتحم المسلمون حصن ناعم.


شارك المقالة: