أخت النبي عليه السلام كانت بين السبايا في غزوة حنين

اقرأ في هذا المقال


أخت النبي عليه السلام كانت بين السبايا:

لقد قضت ظروف الهزيمة التي نزلت بهوازن وجيشها في واقعة غزوة حنين والتي لم يتبقى فيها لهم أموالهم ونسائهم وأطفالهم وقت المعركة، قضت فيها ظروف الهزيمة المدمرة وكما هو الشرع الحرب في الإسلام وفي كل الأعراف والقوانين السائدة في العالم آن ذاك أن يقع كل نساءهم وأطفالهم من جيش العدو المهزوم جيش هوازن في الأسر وأن يعتبروا جزءاً من الغنيمة التي تقسم بين المحاربين الجند المنتصرين.

وكان من البديهي حسب ما يشرع قانون الحرب أن يقع جميع نساء سعد بن بكر بن هوازن وهم أخوال نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، ضمن السبايا في أيدي جيش المسلمين.

وكان من ضمن أولئك السبايا، الشيماء بنت الحارث التي أمها حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية أم نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم له من الرضاعة.

وكانت الشيماء تحمل النبي صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف مع أمها حليمة وتقوم عليه وترعاه عندما كان طفلاً رضيعاً في بني سعد بن بكرة بديار هوازن.

الشيماء هذه التي هي أخت النبي محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف من الرضاعة وقعت سبية في أيدي الجيش المسلمين والإسلام يوم واقعة معركة حنين، ضمن سبايا جيش هوازن وكان بعض الذين سبوها من جيش وجند المسلمين قد عنفوا عليها في السياق.

فكانت تقول لهم: “إني والله أخت صاحبكم (النبي الشريف صلى الله عليه وسلم الكريم )”، ولا يصدقونها، وكان الذين أخذوها طائفة من رجال الأنصار وكانوا أشد الناس على هوازن وجيشها.

فلما جاءوا بها إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف قالت: “إني أختك من الرضاعة، قال: وعلامة ذلك؟ قالت: عضة عضضتنيها في ظهري وأنا حاملتك على ورکي بوادي السر ونحن يومئذ برعائهم، أبوك أبي وأمك أمي، قد نازعتك الثدي، وتذكر يا نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف”، فعرف نبي الله  صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف العلامة فوثب قائماً، ثم بسط لها رداءه وقال لها: “اجلسي عليه”.

ورحّب بها ودمعت عيناه وسألها عن أمه وأبيه من الرضاعة فأخبرته موتهما في الزمان، فخيرها نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم بين أن تقيم عنده وبين أن تعود إلى قومها قائلاً عليه أفضل الصلاة والسلام: “إن أحببت فأقيمي عندنا محببة مكرمة ، وإن أحببت أن ترجع إلى قومك وصلتك رجعت إلى قومك. قالت: أرجع إلى قومي”، ثمّ أسلمت فأكرمها نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم له فأعطاها نعماً وشاةً، ومما أعطاها عبد وجارية زوجت أحدهما الآخر.

وجاء في بعض المصادر أن النبي صلى الله عليه وسلم  لما بسط رداءه لأخته الشيماء قال لها: “سلي تُعطي واشفعي تشفعي”.

وقالوا: إن الشيماء شفعت عند نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم في رجل من قومها بني سعد اسمه بجاد، هذا الرجل قد استحق عقوبة الإعدام، لأنه قتل رجل من رجال المسلمين ومثل به، حيث حرقه بالنار بعد أن قتله، فأمر النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم خيله بطلبه، وقال: إن قدرتهم علي بجاد فلا يفلتن منكم.

قال الواقدي: “وكان بجاد من بني سعد وكان قد أتاه رجل من رجال المسلمين فأخذه بجاد فقطعه عضو عضوة، ثم حرقه بالنار، فكان قد هرب بجاد، فأخذته الخيل فضموه إلى الشيماء بنت الحارث، وقال عبد الصمد: لما رجعت الشيماء إلى منزلها بمنطقة الجعرانة بعد أن عرفها نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف وأكرمها، كلمها النسوة من هوازن في بجاد، فرجعت إلى أخيها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الكريم وطلبت منه أن يهب لها بجادة ويعفو عنه ففعل عليه افضل الصلاة والسلام”.


شارك المقالة: