أساليب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في تربية المرأة المسلمة:
إنّ النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو قدوة لجميع الخلق كافة، فقد أرسله الله عز وجل حتى يكون النبي عليه الصلاة والسلام رجمة للناس ويهديهم إلى الطريق الصحيح ويبعدهم عن طريق الظلال، فكان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه العديد من الأساليب التي كان لها دور كبير في تهذيب المرأة المسلمة وتربيتها والتعامل معها، حتى أنّ تلك الأساليب جعلت للمرأة المسلمة مكانة في المجتمع فأصبح لها احترام كبير.
زيارتهن وعيادتهن:
عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “قال أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بزورها، فلما انتهيا إليها بكت فقالا لها: ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسول صلى الله عليه وسلم فقالت : ما أبكي أن لا أكون أعلم أنّ ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه و سلم ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها”.
فأم أيمن رضي الله عنها هي حاضنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يزورها وذلك حتى يورث لأبي بكر وعمر رضي الله عنهم وللناس جميعا مفهوماً مهماً وهو مفهوم صلة الرحم وأهمية تقدير المرأة المسلمة و أنّ للمرأة المسلمة من الحقوق إن كانت تلك الخقوق أدبية أو حقوق اجتماعية ما للرجل أيضاً.
وعن الصحابي الجليل جابر بن عبدالله قال: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخَل على أمِّ السَّائبِ أو أمِّ المسيَّبِ وهي تُرفرفُ فقال: (ما لك يا أمَّ السَّائبِ أو يا أمَّ المسيَّبِ تُرفرفينَ ؟) قالت: الحمَّى لا بارَك اللهُ فيها فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:لا تسُبِّي الحمَّى فإنَّها تُذهِبُ خطايا ابنِ آدَمَ كما يُذهِبُ الكِيرُ خبَثَ الحديدِ “.
ففي ذلك الموقف في الحديث الشريف نلاحظ أمرين قام بهما النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تجاه المرأة المسلمة وههما العيادة والتربية، حيث نهاها سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم عن سب الحمى وذلك لأنّ الله سبحانه وتعالى هو من قدر ذلك الحمى وهو عز وجل يعلم أن فيها مصلحة لعبده وإن كان ذلك الحمى في ظاهره بلاء، لأنّ البلاء يذهب الخطايا.
وعن الصحابي الجليل عبد الملك بن عمير عن أم العلاء قالت: “عادَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وأَنا مَريضةٌ، فقالَ: أبشِري يا أمَّ العلاءِ، فإنَّ مَرضَ المسلمِ يذهبُ اللَّهُ بِهِ خطاياهُ، كما تُذهبُ النَّارُ خَبثَ الذَّهبِ والفضَّةِ”.
فها هو النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يقوم بزيارة امرأة تدعى أم العلاء وتكفي زيارة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بأن يخفِّف عنها مصيبتها وأن يشعرها بمكانة المرأة المسلمة بين الناس وحتى يزيدها فرحاً إلى فرحة تلك المرأة بزيارته لها وأنّه يبشرها بأنّ لها الأجر والثواب وذهاب الخطايا لقاء ذلك البلاء.