أعمال الحراسة ليلة المعركة:
وعندما اقترب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بجيش المسلمين الكبير من وادي حنين حيث دارت هناك المعركة الفاصلة، أمر عليه الصلاة والسلام بإنشاء جهاز الحراسة، ومهمة ذلك الجهاز هو القيام برصد العدو وأن يرقب جميع تحركاته، وذلك لئلا يتعرض المسلمون لهجوم مفاجئ أو مباغت، والهجوم المفاجئ هو من أخطر ما تتعرض له الجيوش المحاربة.
وكان الذي أوكل إليه الرسول القائد الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القيام بمهمة الحراسة ورصد العدو ومراقبة أي تحرك يقوم به، هو الصحابي أنيس بن مرثد بن أبي مرثد الغنوي، وكان ذلك الصحابي فارساً شجاعاً مقداماً ومغواراً.
وقد أمر النبي الكريم محمد عليه افضل الصلاة والسلام أن يكون مركز الحراسة بعيداً عن المعسكر الإسلامي، وقريباً من معسكر العدو، وذلك ليكشف أي تحرك يقوم به المشركون فيحذر المسلمين منه.
قال الواقدي وهو يصف تحركات النبي الشريف صلى الله عليه وسلم بجيشه نحو حنين: “ثم قال نبي الله الكريم صلى الله عليه وسلم: ألا فارس يحرسنا الليلة ؟ إذ أقبل أنيس بن أبي مرثد الغنوي على فرسه ، فقال أنا ذا يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم : انطلق حتى تقف على جبل كذا وكذا، فلا تنزلن إلا مصلياً أو قاضي حاجة، ولا تغرن من خلفك قال: فبتنا حتى أضاء الفجر وحضرنا الصلاة ، فخرج علينا نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : أأحسستم فارسكم الليلة ؟ قلنا : لا والله فأقيمت الصلاة ، فصلى بنا ، فلما . رأيت نبي الله صلى الله عليه وسلم ينظر خلال الشجر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابشروا ، فقد جاء فارسكم، وجاء ( أي الفارس ) وقال: يا نبي الله إني وقفت على الجبل كما أمرتني فلم أنزل عن فرسي إلا مصليا أو قاضي حاجة حتى أصبحت ، فلم أحس أحدا. قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : انطلق فانزل عن فرسك ، وأقبل علينا . فقال عليه افضل الصلاة والسلام : ما عليه ألا يعمل بعدها هذا عملاً؟”