إسماعيل السدي والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كان الحديثُ النّبويُّ الشّريفُ مفتاحاً لتعلّم العلومِ الشّرعيّة، لِمَا يحمِله بعد القرآن الكريم من توضيحٍ وبيانٍ، ولقد كانَ من الحديث النّبويَّ من التفسير والفقه ما احتاجه العلماءٌ على مرِّ العصورِ، فخاضوا في الحديث النّبويِّ يبحثون عن أدلّة للأحكام الشرعية او عن تفسير للقرآن الكريم من الحديث والسنّة وقد برعَ من العلماء في علم الحديث ماكانَ منهم المفسِّر والفقيه والأصوليّّ وسنتحدَّث عن رواة منهم في رحلتنا التّي لازالت مُتَوَقِّفَةّ عندَ التَابعين، ونصل في رحلة الحديث منهم إلى المفسر الفقيه إسماعيلَ السُدِّيِّ فتعالوا نقرأ في سيرته مع الحديث.

نبذة عن إسماعيل السدي

هو التّابعيُّ الجليلُ، أبو محمّدٍ، إسماعيلُ بنُ عبدِ الرّحمنِ السُّدِيِّ، من رواة الحديث النّبويّ الشّريف، كان يقطُن الكوفةَ، أدركَ جيل الصّحابة وكانَ من المفسِّرينَ الفقهاءِ وسمِيَّ بالسُّدِيِّ لانّه سكنَ بالسُّدَةِ أو السُّدَ وهي منطقة في المدينَة المُنَوَّرَةِ يُعلِّمُ طلّابها، وكان من علماء التّابعين بالقرآنِ أيضاً، وكانَتْ وَفاتُه في العام السّابعِ والعشرينَ بعدَ المائةِ من الهجرة النّبويَّةِ يرحمه الله.

روايته للحديث

كان إسماعيلُ السُّدِّيِّ من رواة الحديث النّبويّ عمَّن أدرَكَهم من الصّحابة من أمثالِ: أنسِ بنِ مالكٍ وعبدِ اللهِ بنِ عبّاسٍ وأبي سعيدٍ الخُدْريِّ وعبدِ اللهِ بنِ عمرَ وغيرهم رضيَ اللهُ عنهم، كما روى عن كثيرٍ من جيلِ التّابعينَ من أمثال: عكرمَةَ مولى ابن عبّاسٍ وعطاءِ بنِ أبي رباحٍ ومصعب بنِ سعدٍ وغيرهم يرحمهم الله كما روى من طريقِه الحديثَ كثيرٌ من المحدّثينَ من أمثالِ: إسماعيلِ بنِ أبي خالدٍ وسفيانِ الثّوريِّ وشُريك النَّخعيِّ وشُعبَةِ بنِ الحجّاجِ وغيرهم يرحمهم الله وكانَ من أهلِ الثّقة عند كثيرٍ من أهلِ الحديثِ.

من رواية إسماعيل السدي للحديث

ممّا وردَ من رواية الحديثِ من طريقِ إسماعيلَ السّدِّيِّ ما أورَدَه الإمام مسلمُ بنِ الحجّاجِ في صحيحه: (( وحدّثَنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعيدٍ، حدّثنا أَبو عَوَانَةَ عنِ السُّدِيِّ قالَ، سأَلتُ أنَسَاً كيفَ أَنْصَرِفُ إِذا صَلَّيْتُ؟ عنْ يَمِينِي أوْ عَنْ يَسَارِي؟ قالَ أمَّا أَنَا فأكْثَرُ ما رَأَيْتُ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَنْصَرِفُ عنْ يمينِه )) من كتاب صلاةِ المُسافرينَ، رقم الحديث 708/60.
((وحدّثَنا أبو بكرِ بنُ أبي شَيْبَةَ وزُهَيْرُ بنُ حَرْبٍ قالا: حدّثَنا وكِيعٌ عنْ سفيانَ عنِ السُّدِّيِّ عنْ أنَسٍ: أنَّ النَبيّ صلّى الله عليه وسلَّمَ كانَ ينْصَرِفُ عنْ يمينِه )).


شارك المقالة: