اقرأ في هذا المقال
اسمه ونسبه
هوالإمام الحافظ المحدّث شهاب الدين أبو الفضل، أحمد بن علي الكِنانيّ العسقلانيّ، لقّبه العلماء بشيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث، يرجع أصله إلى عسقلان، حافظ للحديث وشارح له، وصاحب كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاريّ.
ولادته ونشأته العلمية
ولد الإمام ابن حجر العسقلانيّ في الفسطاط بمصر سنة 773 للهجرة النّبوية الشريفة، الموافق للميلاد 1372م، ولم يمضِ في طفولته كثيراً حتى توفي أباه، فنشأ عند صاحب أبيه الإمام الخروبيّ الّذي وصَّاه والد عالمنا به قبل موته، هو والإمام ابن القطّان.
في بداية طريق عالمنا ساعدته منزلة أهل بيته العلميّة في طلب العلم والاحتراف فيه، فهذا جدّه قطب الدّين المشهور بالعلم والأدب، وعمُّه عثمان بن محمّد فقيه الإسكندريّة، ووالده نور الدّين العالم الّذي اشتهربالفقه والأدب، وأم عالمنا كانت من أهلِ بيت اشتهروا بالتِّجارة والمال الوفير، وأخته ستّ الرّكب كانت عالمة في الشِّعر والعربيّة.
وبعد وفاة والده، ذهب عالمنا إلى أصحاب أبيه الخرّوبيّ وابن القطّان، فأدخلوه مجلس الكتاتيب صغيراً، ورحل مع الخرّوبيّ إلى مكّة المكرّمة ليحج لبيت الله، فاجتمع بعلماء مكّة المكرّمة، ومنهم عفيف الدّين النشاوريّ ، وأخذ الفقه عن شيخه جمال الدّين المكيّ، وعندما مات الإمام الخرّوبيّ صاحب أبيه، انتقلت وصاية عالمنا إلى الإمام ابن القطّان، فأكمل معه الطريق، وقرأ بعهده الفقه والقرآن، وكان صاحبنا متفوقاً على أقرانه بالبلاغة والحديث والفقه.
اهتم الإمام ابن حجر العسقلانيّ بالرِّحلة في طلب العلم، فكان رحمه الله شغوفاً في طلب الحديث، وارتحل بين مكان مولده مصر والشام واليمن ، وفي مصر التقى بكبار المحدّثين هناك ، واهتم بأن يلتقي بعلماء اليمن والشام، وكان في أكثر مواطن رحلته يجتمع إليه طلبة العلم بعدما شاع خبر علمه وتفوّقة، فيجلسون إليه ويتعلّمون منه.
شيوخه وتلاميذه
تلقَّى الإمام ابن حجر العسقلانيّ رحمه الله تعالى العلم على يد كثيرٍ من الشيوخ والعلماء، سواءً في الحديث أو في الفقه أو في اللّغة، وكان من أشهر علمائه رحمه الله تعالى: عبد الرحيم العراقيّ، والهيثميّ، وعائشة المقدسيّة، رحمهم الله جميعاً.
وكان من أشهر تلاميذه رحمه الله : شمس الدّين السخاويّ ، والإمام البقاعيّ، وشهاب الدّين البوصيريّ، عليهم رحمة الله جميعاً
مصنّفاته في الحديث
كان لعالمنا ابن حجر العسقلاني كثيراً من المؤلفات والمصنّفات في الحديث، بالإضافة إلى مؤلّفاته بالفقه والأدب، ومن مرويّات الحديث لعالمنا:
1 ـ فتح الباري فّي شرح صحيح البخاريّ.
2 ـ طبقات المدلّسين .
3 ـ الدّراية في تخريج أحاديث الهداية.
وفاته رحمه الله تعالى
توفي الإمام ابن حجر العسقلاني بعد مرض ألمّ به، وكان يخفي عن النّاس مرضه ، فيجلس إلى طلبة العلم ودروسه العلمية، ولا يكلِّم أحداً بمرضه، وكانت وفاته سنة 852 للهجرة، الموافق للميلاد1449م، ولازالت كتبة في الحديث إلى اليوم مرجعاً مهماً لطلبة الحديث الشّريف .