مازلنا نجوب في رحلة الحديث بين المحدّثين ممّن حملوا حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فمررنا بديار الصّحابة الأجلاء، تلك الدّيار العامرة بالصّحبة والملازمة ورؤية الحبيب محمّد عليه الصّلاة والسّلام، ألمحُ أبا هريرة مستمعٌ له، وأراقب خادِمَه أنساً يجلب له الماءَ للوضوءِ، وهناك طريق الرّحلة يستمرّ إلى التّابعين الّذين حملوا من نّبينا محمّد صلّى الله عليه وسلّم أثراً طيباً أخذوا منه الحديث، رافقوا ذلك الأثر فأخذوا من ذلك المسك المعطّر، وتطوف بنا راحلة الرّحلة فنصل إلى أحد التّابعين المحدّثين، تحدّثت عنْه بُطون الكتب، إنّه عبدُ العزير بنُ رُفَيع.
نبذة عن ابن رفيع
هو: التّابعيّ الكوفيّ، أبو عبدالله، عبدُالعزيز بنُ رُفَيْع،من رواة الحديث النّبويّ الشّريف عن الصّحابة رضوان الله عليهم، قيل أنّه ترعرع في الطّائف وأخذ عن علمائها من الصّحابة فحدّث عن كثير منهم كما التقى ببعض التّابعين، ثمّ آل به المطافُ إلى الكوفة حيث كان مصدرعلمِ هناك، وروي أنّه تجاوز التّسعين من عمره عند وفاتِهِ وكانت وفاتُهُ في العام الثّلاثين بعد المئة من الهجرة.
روايته للحديث
كان عبد العزيز بن رُفَيْع من التّابعين الّذين رووا الحديث عن كثير من الصّحابة ومنهم: عبدالله بن عمر وأنس بن مالك وعبدالله بن عبّاس وأبي الطّفيل و زيد الجهنيّ ، كما روى عن بعض التّابعين المحدّثين كإبراهيمَ النّّخْعيِّ والسّمان وعمرو بن دينار، كما روى عنه الحديث كثير من التّابعين وأتباعهم كسفيان الثّوريّ والأعْمَش والفُضَيلُ بنُ عِياض والإمام أبو حنيفة وغيرهم رحمهم الله، ووثّقه أهل الجرح والتّعديل وروى له أصحاب السنن السّتة وأحمدُ بن حنْبل.
من رواية بن رفيع للحديث
من رواية عبد العزيزِ بنِ رُفَيْع للحديث ما أورده الإمام مسلم في صحيحة: ((عن عبدِ العزيزِ بنِ رُفَيعٍ عن أبي سَرِيحة قال: كان النّبي صلّى الله عليه وسلّم في غُرْفة ونحنُ أسْفَلَ منْهُ فاطّلَعَ علينا فقال: ( ما تَذْكرون ) قلنا السّاعة، قال إنّ السّاعة لا تكون حتّى تكونَ عشرُ آياتِ، خَسْفٌ بالمشرِقِ وخسْفٌ بالمغْرِبِ وخَسْفٌ في جزيرةِ العربِ والدُّخانُ والدّجالُ ودابَةُ الأرضِ ويأجوجُ ومأجوجُ وطُلوع الشّمسِ من مَغرِبِها ونارٌ تَخْرُجُ من قُمْرَة عدَنِ ترْحلُ النّاسَ)، من كتاب الفتن، رقم الحديث2901)).