استخبارات الرسول في ديار هوازن في غزوة حنين

اقرأ في هذا المقال


استخبارات الرسول في ديار هوازن في غزوة حنين:

ولقد كان الرسول القائد صلى الله عليه وسلم على علم بما يجري في ديار هوازن، فلم يكن بعد استيلائه على مكة غافلاً عمّا يجري هناك.

فقد كان كما هو واضح على علم بالعداوة الشديدة التي تضمرها له قبائل هوازن، والنية المبيتة التي تحمل في نفوس هذه القبائل العزم على غزو المسلمين أينما كانوا.

فقد أبلغت الرسول صلى الله عليه وسلم عيونه ( استخباراته ) التي بثها بين يديه وهو يتحرك بالجيش نحو مكة قبل فتحها، أبلغته أنّ هناك تحشدات واسعة تقوم بها الأحلاف من هوازن، وكان القصد منها مواجهة المسلمين في معركة فاصلة.

إلّا أنّ المعلومات عمّا يجري في ديار هوازن ضد المسلمين لم تكن متكاملة لدى الرسول القائد صلى الله عليه وسلم لأنّ أحدًا من رجال استخباراته ( بالذات ) لم يكن قد ذهب إلى ديار هوازن، واختلط هناك بالقوم ورأى بعينه وسمع بأذنه ما يجري ضد المسلمين.

لذلك قرر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبعث رجلاً من أصحابه إلى ديار هوازن حتى يجمع له كل المعلومات اللازمة عن كل ما يجري هناك ضد المسلمين.

فكان رجل الاستخبارات الذي وقع عليه اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للقيام بهذه المهمة الخطيرة، رجلاً من بني سليم المجاورة ديارهم لديار هوازن، وهذا الرجل هو عبد الله بن أبي حدرد ( الأسلمي  الصحابي الشهير، والبطل المشهور في معارك خبير).

فقد استدعاه الرسول صلى الله عليه وسلم وكلفه بأن يذهب إلى ديار هوازن، وأن يتنكر حتى لا يعرف أحد من هوازن، ولكي يتمكن من الاختلاط بهم، ويعرف كل ما يجب أن يلم به الرسول صلى الله عليه وسلم ومدى قوتهم وأى الطرق يريدون سلوكه، إلى ذلك ممّا يجب أن يعرفه قائد مسؤول عن حقيقة عدوه من كل النواحی.

وقد صدع ابن أبي حدرد بأمر النبي صلى الله عليه وسلم فذهب إلى مقر قيادة هوازن بأرضهم فاختلط بمختلف القيادات الرئيسية والفرعية هناك، واندس داخل جموع القبائل، واستمر هناك عدّة أيام يدون في ذاكرته كل ما يهم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من معلومات عن تلك الحشود الهوازنية.

وبعد أن رأى عبد الله بن أبي حدرد، أنّه قد حصل على ما فيه الكفاية من معلومات يحتاجها الرسول القائد صلى الله عليه وسلم انسل من بين جموع هوازن التي توافدت الآلاف من كل عشيرة وفخيذة منها إلى حيث يعسكر قائدها العام مالك بن عوف النصري مجيبة دعوته إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكانت هوازن جيلًا عظيمة ذا أفخاذ وبطون عظيمة تحتل ديارها مساحة عظيمة من الجزيرة متداخلة من الحجاز ونجد، فهي قبيلة حجازية نجدية.

انسل رجل الاستخبارات النبوية ( عبد الله بن أبي حدرد ) من بين الجموع الزاخرة من هوازن واتجه صوب مكّة حيث يقيم صلى الله عليه وسلم بعسكره بعد الفتح .


شارك المقالة: