استعداد الرومان في غزوة تبوك
كانت تأتي العديد من الأنباء والاخبار إلى المسلمين عن جيش الرومان العظيم والكبير، ولكن مع هذه الأخبار بلغ ووصل إلى المسلمين اخباراً من الأنباط الذين قد جاؤوا بالزيت من الشام إلى المدينة المنورة أنّ هرقل عظيم الروم قد جهز جيشاً كبيراً عرمرماً قوامه وعدده أربعون ألف جندي، وأعطى قيادة الجيش العظيم لعظيمٍ من عظماء الروم، وأن هرقل عظيم الروم قد أجلب مع الجيش الرومي قبائل لخم وجذام وغيرهم من القبائل المتنصرة لهم من العرب، وأن مقدمتهم قد وصلت وبلغت إلى البلقاء، وبذلك تمثل أمام جيش المسلمين خطر عظيم وكبير.
والذي كان يزيد من خطورة ذلك الموقف ايضاً أنّ في ذلك الوقت من ذلك الزمان كان فصلاً من فصول القيظ الشديد، وفوق كل ذلك كان الناس في عسرة كبيرة وجدب كبير من البلاء وقلة من الظهر، حيث كانت الثمار قد طابت، وكانوا يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم، وكانوا يكرهون الشخوص على الحال من الزمان الذي هم فيه، ومع ذلك كله ما زاد من الأمر تعسيراًوتعقيداً هو أنّ المسافة كانت بعيدة، والطريق كانت وعرة وصعبةً جداً.