لم تصمت قريش على هزيمتها المذلة في معركة بدر والتي انتصر فيها جيش المسلمين انتصاراً ساحقاً على كفار قريش.
أسباب غزوة أحد
بعد أن قتل جيش الإسلام العديد من رؤوس وزعامات وكبار كفار قريش في معركة بدر، ومن وقتها ومكة المكرمة تعيش في غيض كبير على النبي والمسلمين بسبب الهزيمة الكبيرة لقريش في بدر، وكانت قريش تفكر دائماً في أخذ الثار من المسلمين، لدرجة أنّهم منعوا البكاء على قتلى وأسرى بدر حتى لا يعلم المسلمين بحزن ومأساة قريش الكبيرة، إضافة إلى أنّها فقدت هيبتها بين قبائل المنطقة، وتسببت تلك الهزيمة في فقدان مكانة قريش بين العرب كونها كانت صاحبة كلمة ومقدار كبير بينهم، وكان الثأر من الهزيمة هو أحد أسباب تلك الغزوة.
استعداد قريش للمعركة
وعندها اتفقت قريش على القيام بهجمة عسكرية شاملة على المسلمين والأخذ بالثأر من هزيمتهم، وقد اتفق كبار قريش على ذلك حيث كان صفوان بن أمية وأبو سفيان وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم من الحاقدين من أكثر كبار كفار قريش تحمساً لخوض ذلك القتال الدامي مع المسلمين.
وكانت أول أعمال قريش أنّها قد احتجزت العير التي نجا بها أبو سفيان من أيدي المسلمين والتي كانت أحد أسباب قيام غزوة بدر، وطالبت قريش من أصحاب الأموال في مكة أن يعينوهم في حربهم ضد المسلمين، وكانت قريش قد أقنعت أصحاب الأموال بقولهم لهم أنّ محمداً أصبح يشكل خطراً عليكم وقبل ذلك قتلُ زعمائكم، وطلبت المساعدة منهم حتى يثأروا من الهزيمة ويعيدوا هيبة قريش في المنطقة.
ووافق أصحاب الأموال على مساعدة قريش في حربهم ضد المسلمين، حينها باعوا ألف بعير، وكان لهم من المال خمسين ألف دينار، وبعد تلك المساعدات أنزل الله في محكم كتابه الكريم قوله في ذلك الأمر حيث قال الله عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)….سورة الأنفال.
فتح باب التطوع
وبعد أن اتفقت قريش مع من يملكون الأموال الطائلة على مساعدتهم في معركتهم ضد المسلمين، قامت بفتح باب التطوع لكل من يريد أن يشارك في الحرب ضد محمدٍ والمسلمين، وأقصد هنا باب التطوع للقبائل من كنانة والأحابيش وأهل تهامة، وحرّضوا على ذلك الأمر بطرق كثيرة، وكان هناك شاعرٌ يحرض القبائل بشعره، وكان اسم الشاعر (أبا عزة)، وهو أحد الأسرى الذين أطلق النبي سراحه في بدر من دون فدية، وكان أبا عزة قد وعد النبي بأن لا يقوم ضدّه ولكنّه أخلف الوعد وأصبح ممّن يحرِّضون على غزو المسلمين.