استقراض الرسول صلى الله عليه وسلم المال من أهل مكة لغزوة حنين

اقرأ في هذا المقال


استقراض الرسول صلى الله عليه وسلم المال من أهل مكة لغزوة حنين:

كان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد قام بفتح مكة المكرمة عنوة، حيث كان ياستطاعته عليه الصلاة والسلام بعد أن استسلمت له مكة  أن يقوم بأخذ كل ما يريده من المهزومين من أهل مكة المكرمة ما شاء من أموال ومن سلاح.

أمّا عن السلاح فبالرغم من أن جميع الأعراف في الحرب تقضي بأن يصادر المنتصر في القتال أي قطعة سلاح حرب يحملها الجيش المهزوم، فإنّ الرسول المنتصر محمد صلى الله عليه وسلم لم يصادر أي شيء منها إلّا التي قد ألقت بها في الشوارع العديد من الفئات القرشية التي قد عصت أمر قائدهم أبي سفيان والتي قاومت الجيش النبوي وهو يدخل مكة المكرمة ومن ثم انهزمت.

أمّا عن الأسلحة المخزونة في البيوت بداخل مكة المكرمة ، سواء أكانت تلك الأسلحة للتجارة أو للاستعمال الخاص، فلم يقوم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بمصادرة شيء منها، فلم يحدث أي اقتحام لأيّ بيت من بيوت المغلوبين القرشيين من قبل الجيش الإسلامي المنتصر بحثاً عن السلاح لمصادرته وقد علمنا في سيرة النبي الكريم كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم استعار من صفوان بن أمية الجمحي ( وهو من كبار قادة المشركين في مكة ) السلاح، وعندما سأله صفوان: “أغصباً يا محمد ؟ قال : بل عارية ومضمونة حتى نؤديها”.

كذلك الأموال، فقد كان جيش النبي صلى الله عليه وسلم في أمس الحاجة إليها عندما سيطر على مكة، ورغم أنّه كذلك، ورغم أنّه جيش فاتح منتصر سيطر على أعظم وأكبر مدينة في بلاد العرب يوم ذاك، فإنّ جيش النبي (وبأمر من قائده الأعلى النبي ) قد عفَّ عن أن يأخذ درهما واحدة أو أي شيء من أموال أهل مكّة قسرًا أو بالقوة.

وكل ما فعله النبي الكريم  القائد المنتصر، هو أنّه لما رأى ما عليه بعض جنده من فقر وعوز وفاقة وحاجة، طلب من أغنياء مكة التي فتحها أن يعطوه من أموالهم قرض ليخفف به من الضائقة التي يعاني منها بعض الجند من أصحابه، على أن يسدد لهم هذا القرض عندما يكون قادرًا على ذلك ، فأقرضه أغنياء مكة مائة وخمسين ألف درهما أعادها إليهم (بعد معركة حنين ) مشفوعة بالشكر والحمد لهم .

وفي هذا التصرف من الرسول القائد المنتصر ، خُلق لم يصل إلى مستواه في النبل والنزاهة والعفة والشرف العسكري والعدل المدني حتى هذا اليوم أحد من قادة العالم.

لقد كان بإمكانه (كفاتح منتصر على ألدُّ عدو لهم أن يأخذ بأسلوب المصادرة ما شاء من أموال أهل مكة الذين لم يتركوا وسيلة للقضاء عليه وعلى دعوته إلّا واتبعوها ، ولكنّه لم يفعل شيئا من ذلك ولكن لا غرابة فهو إنّما جاء لتحرير البشرية لا لقهرها وإذلالها .

قال الواقدي: “أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم  عام الفتح فاستلف من عبد الله بن أبي ربيعة أربعين ألف درهم فأعطاه ، فلما فتح الله عليهم هوازن وغنَّمه أموالها ردَّها وقال : إنما جزاء السلف الحمد ، وقال : بارك الله لك في مالك وولدك ، كما ذكر الواقدي في موضع آخر أن الرسول صلى الله عليه وسلم  استقرض من حويطب بن عبد العزّى أربعين ألف درهم ومن صفوان بن أمية خمسين ألف درهم ، فوزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من أهل الضعف” .

تاريخ تحرك الجيش النبوي من مكة إلى حنين:

ويذكر المؤرخون ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم  أنّه أقام بمكة بعد الفتح خمسة عشر يوما ثم تحرك بجيشه إلى حنين يوم السابع من شوال عام 8 للهجرة ، وكان قد فتح مكة في شهر رمضان من هذه السنة.

قال الواقدي في مغازيه: “وقالوا : وكان فتح مكة يوم الجمعة ثم لعشر بقين من رمضان فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم  لمكة خمس عشرة ليلة يصلي ركعتين حتى غدا يوم السبت لستٍ خلون من شوال.

وقال بعضهم: “كان فتح مكة يوم الثالث عشر من رمضان ، وهذا يعني أنّ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  أقام بمكة يقصر الصلاة سبعة عشر يوماً “.


شارك المقالة: