الآثار الاقتصادية لفريضة الزكاة

اقرأ في هذا المقال


الزكاة عبادة مالية شُرعت لأحكام وغايات كثيرة، شملت جميع مجالات الحياة، ومن أهمها الجانب الاقتصادي في حياة الأفراد، لتمتد أهميتها إلى اقتصاد مجتمع بأكمله، وسنتحدث في هذا المقال عن أهم الآثار الاقتصادية الناتجة عن تطبيق نظام مالي إسلامي أساسه فريضة الزكاة.

الآثار الاقتصادية لفريضة الزكاة:

أولاً: العدالة في إعادة توزيع الثروة:

للزكاة دور كبير في عدالة توزيع الدخل، فهي تقوم على أساس تحويل بعض أموال الأغنياء للفقراء والمحتاجين، مما يؤدي إلى تضييق الفجوة بين طبقات المجتمع الإسلامي، وتحقيق العدالة في توزيع الثروة المالية على الأفراد، وبالتالي تغطية نفقات الفقراء بما يفيض من أموال الأغنياء.

ثانياً: القضاء على الركود الاقتصادي:

عندما يحصل الفقير على المال، يزيد طلبه على السلع والخدمات، التي قد تكون راكدة بسبب قلة الطلب عليها، وبالتالي تحريك عجلة الاقتصاد في المجتمعات الإسلامية، وتشغيل أدوات الإنتاج المتعطلة، ثم زيادة في فرص العمل، للقدرة على إنتاج السلع المطلوبة وعرضها للاستهلاك.

ثالثاً: تحويل بعض الفئات من مستهلكة إلى منتجة:

عن طريق تأدية فريضة الزكاة يمكن أن نقوم بتحويل الفئات المستهلكة في المجتمع، إلى فئات منتجة تنفع المجتمع، فعندما يُقدم الغني للفقير مبلغ من المال، قد يتمكن الفقير بتوفير أداة حرفته، إذا كان محترفاً، بعد أن يُغطي نفقاته الأساسية، ثم يتجه إلى العمل بحرفته، التي قد تُغنيه عن سؤال الناس، والحاجة إلى أموال الزكاة والصدقات.

وفي بعض الأحيان يتعدى صاحب الحرفة خط الفقر، بما يعود عليه من مال نتيجة عمله، وقد يُزكي أمواله، ويساهم في زيادة أموال الزكاة والصدقات، للمساعدة في إعانة غيره من الفقراء والمحتاجين.

رابعاً: القضاء على البطالة والفقر:

بناءً على ما سبق من أهمية الزكاة في حياة الأفراد، فإنه من الممكن أن تكون الزكاة سبباً في توفير فرصة عمل للفقير، يتمكن من خلالها العيش دون سؤال الناس، فضلاً عما عرفناه من أهمية للزكاة في القضاء على مشكلة الفقر، حيث أنها الأداة الأساسية لإعانة الفقراء وتغطية حاجاتهم. وعليه تكون الزكاة حلاً لعلاج الكثير من المشكلات الاقتصادية التي تواجه أغلب المجتمعات.

خامساً: دعم الاستثمارات المحلية:

هناك الكثير من البلدان التي تُنشء مؤسسات وجمعيات خاصة بجمع أموال الزكاة والصدقات، والعمل على إدارتها، والقيام ببعض الأنشطة التي تنفع الأفراد بشكل خاص، وتعود على الدولة واقتصادها بالمنفعة بشكل عام، ومن أهم هذه الأنشطة استثمار أموال الزكاة، واستغلالها في قيام مشروعات إنتاجية هادفة. وبالتالي دعم الاستثمارات المحلية في البلد.


شارك المقالة: