الأسباب المباشرة لغزوات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مع اليهود

اقرأ في هذا المقال


ما هي الأسباب التي دفعت الرسول لغزو اليهود:

لقد توقفت الانتقادات الكلامية للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأيضاً للوحي القرآني، ولكن اليهود قد استبدلوا هذه الانتقادات بشكل أخر وذلك من خلال القيام بالنشاطات والعمليات العدائية، وهي عبارة عن مؤامرات، وتمثل تلك المؤامرات بالتعاون مع قبيلة قـريش ضـد دولة الإسلام حديثة النشأة.

وقد قاموا بنقض عهودهم مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وبسبب كل ذلك لم يكن أمام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أي خيار سوى التصدي لليهود وحلفائهم والقيام بمواجهتهم بشكل عسكري من خلال قتالهم، فقام النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بقتال كل جماعات اليهود ولكن على حدة، حيث ضمن ذلك الأمر سهولة قتالهم والانتصار عليهم، وقد كان لكل فريق من اليهود موقف يختص به، حيث كان ذلك الموقف الخاص بمثابة الشرارة التـي اشعلت المواجهات العسكرية التي دارت بين الطرفين.

الحرب على بني قينقاع:

وقد أشارت العديد من المصادر أن الحادثة التي قام بها يهود بني قينقاع عندما اعتدوا على المرأة المسلمة في سوق بني قينقاع كانت هي السبب الكبير والمباشر في القيام بإعلان الحرب العسكرية عليهم، حيث إن الخلاصة في تلك الواقعة هو أن إمرأة مسلمة قد قدمت حتى تبيع سلعة لها في سوقهم، فجلست تلك المرأة المسلمة عند صائغ من السوق ولكنه يهودي، حينها عمد أحد الرجال مـن بني قينقاع وقام بعقد ثوبها نحو ظهرها، دون أن تشعر تلك المرأة بذلك الفعل، فلما قامت تلك المرأة انكشفت حينها عورتها، مما جعلهم يضحكون منها، ولكن بعد ذلك قام إليه أحد الرجال مسلمين وقتله، ولكن اليهود لم يسكتوا على تلك الفعلة، حيث اجتمعوا على الرجل المسلم وقاموا بقتله، ووقع حينها الشر بين المسلمين وبين اليهود.

وبعد ذلك قام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بجمع اليهود في سوقهم ومن ثم خاطبهم عليه الصلاة والسلام قائلاً لهم: “يا معشر يهود، أحذروا مـن الله مثل ما نزل بقريش من النقمة، وأسلموا فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتـابكم وعهد الله إليكم “، فما كان من اليهود إلا أن قالوا للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: “يا محمد إنك ترانا قومك؟ لا يغرنك أنك لقيت قوماً لا علم لهم بالحرب، فأصبت منهم فرصة، إنا والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس”.

وبهذا ظهر تحدي يهود بنو قينيقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاموا بتهديده من خلال إعلان الحرب على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

غدر بني النضير:

أما عن غزوة النبي مع يهود بني النضير فقد ذكر المؤرخون العديد من الروايات حول سبب تلك الغزوة، وكان من هذه الرويات هو أن قريشاً قامت بمكاتبت اليهود وذلك بعد غزوة بد، وقاموا بتحريضهم على النبي محمد عليه الصلاة والسلام وعلى أصحابه الكرام رضوان الله عليهم، وقد توعدوهم بالقتل، وتوعدوهم بسبي النساء، وإن لم يقوموا بقتال محمد وأصحابه، وبعد ذلك أجمع يهود بنو النضير على القيام بالغدر، حينها تواعدوا مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أن يلتقي الطرفين في جمع منهم، وذلك من كل طرف منهم عدد ثلاثة نفر حتى يسمعوا منه، ويؤمنوا بما جاء به إن صدقوا رسول الله، ولكنهم أرادوا أن يفتكوا برسول الله صلى الله عليه وسلم.

بعد ذلك قامت امرأة من بني النضير بإرسال رسالة إلى أخيها، وأخوها هو أحد الرجال المسلمين من الأنصار، حيث اخبرته بما خططوا له يهود بنو النضير من الغدر للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، وبعد معرفة أخيها بغدرهم أقبل مسرعاً حتى يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما يخططون إليه من غدر قبل أن يصل النبي محمد عليه الصلاة والسلام إليهم، فرجع سيدنا محمد إلى المدينة المنورة.

وبهذا نقض يهود النضير العهد في وثيقة المدينة المنورة، ومن ثم تعاونوا مع قبيلة قريش ضد النبي والمسلمين، ومن ثم خططوا حتى يغتالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكانت هذه من الأسباب المباشرة لغزوات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مع اليهود، حيث أظهرت غدرهم وكذبهم وجميع مخططاتهم ضد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.


شارك المقالة: