الإسراء والمعراج

اقرأ في هذا المقال


بدأت ملامحُ نجاحِ الدعوةِ تظهر ، فأكرمَ اللهُ نبيهُ بحادثة الإسراءِ والمعراج.

حادثة الإسراء والمعراج

أكرم الله عزَّ وجلّ نبيه برحلةِ الإسراءِ والمعراج تثبيتاً لرسولهِ الكريم في طريق دعوته وتكريماً له.
فيقصد برحلة الإسراء : هو أن يسري النبي راكباً على البراق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى المبارك حوله، وكان جبريل بصحبة النّبي في تلك الرَّحلة، فنزل عليه السلام في بيت المقدس ، وربط البراق بحلقةِ باب المسجد، وصلّى إماماً بالأنبياء.
قال الله عز وجل في محكم القرآن الكريم : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )….سورة الإسراء.

أمّا رحلة المعراج فالمقصود بها : أن يصعد النّبي من المسجد الأقصى إلى السماء الدنيا(السماء الأولى) ، فرأى فيها الأنبياء، رأى سيدنا آدم أبو البشرية كلها وسلَّم عليه ، فرد سيدنا آدم بترحيب للنبي ورد السلام على رسولنا ، وأقرّ له بنبوته. ثمَّ جعله الله يرى عن يمينه أرواح السعداء وعن شماله أرواح الأشقياء.

ثمَّ عرج النبي للسماء الثانية فرأى فيها سيدنا يحيى بن زكريا وسيدنا عيسى ابن مريم، فسلم النبي عليهما، فردا عليه بالترحيب والسّلام .
ثمّ عرج للسماء الثالثة فكان فيها سيدنا يوسف عليه السلام فسلم النبي عليه ، فردَّ سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام ورحَّب بالنبي وأقر له بنبوته.
ثمَّ صعد الرسول محمد عله الصلاة والسلام للسَّماء الرابعة فرأى فيها سيدنا إدريس عليه السلام فسلَّم النبي عليه ، فرد سيدنا إدريس عليه السّلام ورحَّب بالنبي وأقر له بنبوته.
وبعدها عرج النبي عليه الصلاة والسلام للسّماء الخامسة فكان فيها سيدنا هارون بن عمران عليه السّلام فسلّم النبي عليه الصلاة والسلام ، فردَّ سيدنا هارون السّلام ورحّب بالنبي وأقرَّ له بنبوته.
ثم صعد للسماء السّادسة فرأى فيها سيدنا موسى عليه السلام فسلّم النبي عليه الصلاة والسلام عليه ، فردّ سيدنا موسى عليه السلام ورحَّب بالنبي وأقر له بنبوته.
ثمّ عرج للسماء السابعة فكان فيها سيدنا إبراهيم عليه السلام يسند ظهرهُ إلى البيت المعمور، فسلّم النبي عليه الصلاة والسلام ، فردَّ سيدنا إبراهيم عليه السلام ورحَّب بالنبي عليه السلام وأقرَّ له بنبوته.
وبعد السماء السّابعة وصل نبينا عليه أفضل الصّلاة وأتمُ التسليم إلى سدرة المنتهى، ورقها مثل آذان الفيل ، ثمرها مثل القلالِ، يغشيها فراش من ذهب، فما كان من أحد أن يَصِفَها من حُسنِها، ثمَّ دخل النبي الجنّة، فيها من حبائل الؤلؤ، ترابها من المسك.
وبعد ذلك عُرِجَ بخيرِ البشر إلى الله خالقِ كل شئ جلَّ جلاله، ففرض الله على أمّة نبينا محمد (خمسين صلاة) ، فرجع النبي، وكان في كلِّ مرَّة يمرُّ بها سيدنا موسى يسألهُ كم أمرك ربك؟ فيجيب النَّبي ، وكان يردُّ سيدنا موسى أنَّ أمَّتك لا تطيق ذلك، فيسأل نبينا محمد ربَّهُ أن يخفِّف عن أمتهِ ، فتكرَّر الحدث عدَّة مرات إلى أن جعلها الله تعالى خمس صلوات، وحتى أنَّ سيدنا موسى عليه السلام قال للنبي عندها أنْ يسأل الله أن يخفِّف عن أمّة النبي الخمس فروض ،فقال النبي عليه السلام له:( قد استحيت من ربِّي، ولكنِّي أرضى وأسلِّم ) .

أحداث حصلت في رحلة المعراج

فعند صعود النبي إلى السَّموات العلى حدثت له عدّة أمور منها:

  • رؤية النبي لجبريل في صورته للمرة الثانية عند سدرة المنتهى بعدما كانت المرَّة الأولى في الأرض في حادثة بعثة النبي في غار حراء.
  • عرض على النبي اختيارٌ بين اللبنِ والخمرِ ، فاختار النبي اللبن ، وقيل للنبي : هُديتَ الفطرة ،وقيل للنبي أنَّه لو اختار الخمر لغوت أمَّة سيدنا محمدعليه السلام.
  • رأى النبي أنهاراً يخرجن من أصل سدرة المنتهى وعددهم أربعة أنهارٍ ، فكان هناك نهران ظاهران فهما النيل والفرات ، وكان نهران بطانان وهما نهران في الجنة.
  • وشاهد النبي أيضاً مالكاً خازنَ نارِ جهنم، وهو ملك لا يضحك ولا يظهر عليه بشاشة الوجهِ.
  • رأى سيدنا محمد الجنَّة والنار أيضاً
  • رؤية النبي لأكلة مال اليتيم ، فيقذف داخل أفواههم قطعاً من النار تخرج من أدبارهم.
  • ورأى النبي من يأكل الرِّبى، فهم أصحاب بطون كبيرةٍ ، لا يقدرون بسببها أن يتحولوا من مكانهم.
  • رؤية النبي الزُّناة ، يمحلون بأيديهم لحماً سميناً طيباً ، وأيضاً يحملون إلى جنبهِ لحماً منتناً، يأكلون من اللحم المنتن ويتركون اللحم الطيب .

شارك المقالة: