الإمام أبو داوود السجستاني والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ لأصْحابِ الحديثِ منْ جماعَةِ الحديثِ وأصْحابِ السُّنَنِ حُضورٌ كبيرٌ في تاريخ علمِ الحديثِ، وكانَ لَهُمُ الفَضْلُ في كَثيرٍ ممَّا وَصَلَ إلَيْنا منْ روايَتِهِ، وقدْ كانَ لمنْ عاشَ منْهُمْ في القَرْنِ الثَّالِثِ الفَضْلُ الأكْبَرِ في زَمانِ بدايَةِ التَّدوينِ والتَّصْنيفِ، ومِمَّن كانَ لهُم بَصَمَةٌ واضِحَةُ في هذا العِلْمِ الشَّريفِ الإمامُ أبو داوودَ السَّجِسْتانِيُّ، فتعالوا مَعَنا في سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.

نبذة عن الإمام أبي داوود:

هوَ الإمامُ المُحَدِّثُ، أبوداوودَ، سُليمانُ بنُ الأشْعَثِ بنِ إسْحاقَ بنِ بشيرٍ السَّجِسْتانِيُّ، منْ العُلماءِالمُحَدِّثينَ في القرْنِ الثَّالِثِ الهِجْرِيُّ، ومنْ أصحابِ السُّنَنِ المَشْهورَةِ، منْ أهلِ البَصْرَةِ بالعِراقِ، وٌلِدَ في سَجِسْتانَ في العامِ الثَّانِي بعدَ المائَةِ الثَّانِيَةِ منَ الهِجْرَةِ ورَحلَ في طَلبِ الحديثِ والفِقهِ والعَقيدَةِ وغيرِها منَ العلومِ الشَّرْعِيَّةِ، وعرِفَ بإمامِ أهلِ البَصْرَةِ لِعِلْمِهِ وروايَتِهِ للحديثِ، وتنَقَّلَ بينَ سَجِسْتانَ وخراسانَ والعِراقِ والشَّامِ والحِجازِ وأخَذَ منْ عُلَمائِها، أقامَ بالبَصْرَةِ بينَ مجالِسِ العلْمِ وطلَّابِها حتَّى تَوَفاهُ اللهُ في العامِ الخامِسِ والسَّبعينَ بعْدَ المائَتَيْنِ منَ الهِجْرَةِ يرْحَمُهُ اللهُ.

سيرة الإمام أبي داوود معَ الحديث:

كانَ الإمامُ أبو داوودَ السَّجِسْتانِيُّ صاحِبُ السُّنَنِ منْ أعلامِ المُحَدِّثينَ والمُصَنِّفينَ للحديثِ في زَمانِهِ، وقدْ روَى الحديثَ عنْ كثيرٍ منَ المُحَدِّثينَ منْ أمْثالِ: أبي الوليدِ الطَّيالِسيِّ ومُسْلِمُ بنُ إبْراهيمَ وموسَى بنِ إسْماعيلَ والإمامِ القَعْنَبِيِّ وسليمانِ بنِ حَرْبٍ والحَسَنِ بنِ الرَّبيعِ ومُحَمَّدُ بنُ عيسَى البَغْدادِيِّ وهارونَ بنِ عبَّادِ الأزْدِيِّ ومُحَمَّدِ بنِ كثيرٍ العَبْدِيِّ ومُسَدَّدِ بنِ مُسَرْهَدٍ وزُهيرِ بنِ حَرْبٍ وهنَّادِ بنِ السَّرِيِّ ومُحَمَّدِ بنِ العَلاءِ الهَمَدانِيِّ وعُثْمانَ بنِ أبي شَيْبَةَ وإبْراهيمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خازِمٍ وغيرِهمْ كثيرٌ يرْحَمُهُمُ اللهُ.
أمَّا منْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ الإمامِ أبي داوودَ فَمِنْهُمْ: الإمامُ أبو عيسَى التَّرْمِذِيًُّ وأحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ الأَصْبَهانِيُّ والإمامُ النَّسَائِيُّ وأحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ وأحْمَدُ بنُ المُعَلَّى الدِمَشْقِيُّ وإسْماعيلُ الصَّفارُ وعبدُ اللهِ بنُ أحْمدَ الأهْوازِيُّ وعبدُ الرَّحمنِ الرّامْهُرْمُزِيُّ وغيرُهمْ كثيرٌ يرْحَمُهُمُ اللهُ جَمِيعاً.

الإمامُ أبو داوودَ والسُّنَنِ:

يُعْتَبَرُ الإمامُ أبو داوودَ السَّجِسْتانِيُّ منْ أصْحابِ السُّنَنِ السِّتَّةِ عندَ أهلِ السُّنَة في الإسْلامِ، وقدْ رُتِّبَ كِتابَهُ السُّنَنِ بعدَ الصَّحيحَيْنِ للإمامِ البُخارِيِّ والإمامِ مُسْلِمْ، وكانَ منْهَجُهُ في كِتابِه المَعْرُوفِ بِسُنَنِ أبي داوودَ يايرادِ أحادِيثِ الأحْكامِ الّتي تقومُ عَلَيْها الأحْكامُ الفِقْهِيَّةِ، وقدْ اخْتَلَفَ في التَّصْنيفِ عمَّنْ سَبَقَهُ منْ أهلِ الصَّحيحِ، وذلِكَ بذِكْرِ الأحاديثِ الصَّحيحَةِ وغيرِها منَ الموقوفِ والآثارِ عنِ التَّابعينَ، وكانَ يبيِّنُ وهْنَ الأحاديثِ الضَّعيفَةِ عنْدَ ذِكْرِها وذلِكَ منْ بابِ الأمانَةِ العِلْمَيَّةِ.


شارك المقالة: