الإمام النسائي والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ القَرْنُ الثَّالِثُ الِهْجِرِيُّ مليئاً بكثيرٍ منَ رواةِ الحديثِ المُصَنِّفينَ، منْ أصحابِ المَسانِيدِ والصِحاحِ والسُّنَنِ وغيرِها، ولقدْ كانَ لأصحابِ السُّنَنِ السِّتَّةِ دورُ بارِزٌ في حِفْظِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ خلالِ نقْلِهِ وتَدْوِينِهِ في بُطونِ كُتُبِهِمْ، ومنْ أصْحابِ السُّنَنِ السِّتَّةِ منْ سَنتَحَدَّثُ عنْهُ في هذِهِ السُّطورِ، ألا وهوَ: الإمامُ النَّسائِيُّ رَحِمَهُ اللهُ، فتعالوا مَعَنا في سيرَتِهِ مَعَ الحديثِ النَّبويِّ.

نبذة عن الإمام النَّسائي:

هوَ الإمامُ المُحَدِّثُ، أبو عبدِ الرَّحمنِ، أحْمَدُ بنُ شُعَيبِ بنِ علِيِّ بنِ سِنانَ بنِ بَحْرٍ الخُرَاسانِيُّ النَّسائِيُّ، منْ أصحابِ السُّنَنِ السِّتَّةِ، ومنْ عُلماءِ الحديثِ والمُصَنِّفينَ في القَرْنِ الثَّالِثِ الهِجْرِيِّ، وُلِدَ في قرْيَةِ نَسا وإلَيْها يُنْسَبُ وكانَتْ وِلادَتُهُ في العامِ الخَامِسِ عَشَرَ بعْدَ المائَتَيْنِ منَ الهِجْرَةِ، طَلَبَ الحديثَ ورَحَلَ في طَلَبِهِ فَتَنَقَّلَ بين نَسا وخراسانَ والشّامِ والعِراقِ والحِجازِ، والْتَقَى بِكَثيرٍ منَ المُحَدِّثينَ منْ تَبَعِ الأتْباعِ وروى عنْهم، وقدْ أُمْتُحِنَ في آخِرِ عُمُرِهِ بعْدَ تألِيفِهِ كِتابَ الخَصَائِصِ في عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وبعْدَها ماتَ علَى أيْدِ رِجالٍ طلَبوا منْهُ التأليفَ في العَبَّاسِ ، وكانتْ وفاتُهُ في العامِ الثَّالِثِ بعدَ المائَةِ الثَّالِثَةِ منَ الهِجْرَةِ يرْحَمُهُ اللهُ.

سيرة النسائي معَ الحديث وروايته:

لقدْ كانَ الإمامُ النَّسائِيُّ منْ عُلماءِ القَرْنِ الثَّالِثِ في علمِ الحديثِ النَّبويِّ، وقدْ جمَعَ الحديثِ منْ رِحْلَتِهِ الطَّويلَةِ وروَى عنْ جَمْعٍ منَ المُحَدِّثينَ منْ أمْثالِ: قُتَيْبَةَ بنِ سَعيدٍ أوَلُ شَيْخٍ لَهُ وأكْثرَ منَ الرِّوايَةِ عنْهُ والإمامِ مُحَمَّدِ بنِ إسْماعيلَ البُخارِيِّ والإمامِ مُسْلِمِ بنِ الحَجَّاجِ النَّيْسابورِيِّ والإمامِ مُحَمَّدِ بنِ عيسَى التِّرْمِذِيِّ والإمامِ أبي داوودّ السَّجِسْتانِيِّ ومُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ المِرْوَزِيِّ وبنْدارَ مُحَمَّدِ بنِ بَشَّارٍ ومَحمودَ بنِ غَيْلانَ وإسْحاقَ بنِ راهوَيْهَ وهنَّادِ بنِ السَّرِيِّ والحَسَنِ بنِ الصَّبَّاحِ وسِوارِ بنِ عبْدِ اللهِ العَنْبَرِيِّ وأحْمَدِ بنِ عَبْدَةَ الضَّبِّيِّ وغيرِهم يرْحَمُهُمُ اللهُ جَميعاً.
أمَّا منْ رَوَى الحديثَ وأخَذَهُ عنِ الإمامِ النَّسائِيِّ فَمِنْهُمْ: الإمامُ أبو عليٍّ النَّيْسابورِيُّ وحَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الكِنانِيُّ وأبو القاسِمِ الطَبَرانِيُّ ومُحَمَّدِ بنُ عبدِ اللهِ النَّيْسابورِيُّ وأبو جَعْفَرٍ الطَّحاوِيُّ وعبدُ الكَريمِ بنِ أبي عبدِ الرَّحمنِ النَّسائِيُّ وغيرُهمْ كثيرٌ يرْحَمُهُمُ اللهُ.

الإمام النسائي وكتابه السنن:

يعتَبَرُ الإمامُ النَّسائِيُّ منْ أعلامِ أهلِ الحديثِ والمُصَنِّفينَ، ومنَ النُّقادِ في عِلْمِ الحديثِ، وهوصاحبُ كتابِ سُنَنِ النَّسائِيِّ، وهو منْ كُتُبِ السُّنَةِ المُعْتَبَرَةِ بعدِ الصَّحيحينَ للبخارِيِّ ومًسْلِمٍ بجانِب السُّنَنِ الأرْبَعَةِ للتِّرْمِذِيِّ وأبي داوودَ وابنِ ماجَةَ ، وقدْ صنَّفَ كِتابَهُ السُّنَنِ بمنْهَجِيَّةٍ قَريبَةِ بِمَنْ سَبَقَهُ منْ أهل السُّنَنِ، فاقْتَصَرَ على أحاديثِ الأحْكامِ وبيانِ الآراء للفُقَهاءِ وأورَدَ فيهِ الصَّحيحَ وغيرِهِ منَ الأحادِيثِ مُبَيِّناً علَّة الضَّعيفَ ويبيِّنُ درَجاتِهِ، ولا زالَ كتابُ سًنَنِ النَّسائِيِّ مَرْجِعاً لأهْل الحديثِ حتَّى يَوْمِنا هذا.


شارك المقالة: