الحكمة من نبوة الرجال دون النساء

اقرأ في هذا المقال


كان الرسل المبعوثون للبشر من الرجال دون النساء، ولا بدّ لذلك من حِكم وأسباب أرادها الله تعالى، في اختيار رسله وأنبيائه من الرجال، ولم يُكلف إحدى نساء الدنيا بحمل الرسالات السماوية للبشر، ولنتعرف على الحكمة من نبوة الرجال دون النساء عليك عزيزي القارئ بإتمام قراءة هذا المقال.

الحكمة من نبوة الرجال دون النساء

  • تتطلب الرسالات السماوية الاشتهار بالدعوة، ومقابلة كافة البشر من الرجال والنساء، والحديث إلى الناس سراً وجهراً، والسفر من مكان لآخر في كافة بقاع الأرض، ومواجهة المحتجين والآنفين للدعوى، والعمل على تكوين القيادات، وتجهيز الجيوش، لحاجتها في الدفاع عن الدعوى في بعض الأحيان، وكل هذه الأعمال مما لا يتناسب مع قدرات النساء على الأرض، وتحتاج إلى أصحاب الحكمة في المنطق والسلوك من الرجال.
  • تقتضي الدعوة إلى توحيد الله تعالى، واتّباع شرائعه، قوامة النبي على القوم الذي يُرسل إليه، ليأمرهم باتباعه أمراً ناهياً، ويكون الحاكم بأمورهم والمدبّر لقضاياهم، فلو كانت هذه الأمور موكلة لإحدى النساء، لما اتبعها أحد بسبب ضعف قوامة النساء على الرجال، وعدم قدرة المرأة على إدارة الحكم في أغلب الأوقات.
  • جعل الله تعالى الذكورة من صفات كمال البشرية، وخلق الرجال أكثر قوامة من النساء، فقال سبحانه وتعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءسورة النساء 34، كما جعل الله تعالى الذكورة أكمل عقلاً وديناً من الأنوثة.
  • تمرّ المرأة بظروف وأحوال مقدرة في حياتها، تشكل عائق للعمل في مثل مهمات الرسل ووظائفهم، كالحمل والولادة والحضانة وغيرها، وقد تتعرض في مثل هذه الأحوال لاضطرابات نفسية، تمنعها من القدرة على القيام بالمهمات الخاصة بحياتها في الدنيا، فكيف لها أن تقوم بتكليف كالرسالة والدعوة؟

رأي بعض العلماء في نبوة النساء

يقول بعض العلماء أنّ الله تعالى منح النبوة لبعض النساء، بحجة ما جاء في القرآن الكريم من أدلة تتحدث عن وحي الله تعالى للنساء، مثل أمّ موسى _عليه السلام_، فقال تعالى في سورة القصص آية رقم 7: وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي. ومثلها السيدة مريم في قوله تعالى: فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا* قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا سورة مريم 17، 18.

وعليه يرى هؤلاء العلماء ومنهم أبو الحسن الأشعري أنّ النبي هو كلّ مَن أوحي إليه الله تعالى، وأنزل إليه الملك عنه، لكن ردّ عليهم آخرون بالعديد من الآراء والحجج، منها:

  • النبي مأمور في نبوته بتبليغ الرسالات والهداية ومخالطة البشر، وفي النبوة محظورات، تحول من قدرة النساء على القيام بها.
  • ردّ البعض بأنّ الوحي لا يُشترط أن يأتي بالنبوة، وقد يكون مناماً لغير الأنبياء من الرجال والنساء. وليس بالضرورة أن يكون كل إنسان خاطبته الملائكة من الأنبياء، ولم يكن ذو القرنين نبياً رغم إخبار الله تعالى في القرآن الكريم أنّه أوحي إليه، وهذا ما جاء في سورة الكهف الآية 86، حيث قال تعالى: قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا.

شارك المقالة: