السرايا والبعوث بعد فتح مكة
بعد أن عاد النبي محمد من ذلك السفر الطويل الذي كان ناجحاً في كل شئ أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة يستقبل الوفود العربية التي كانت تأتي من مختلف الأجزاء من الجزيرة العربية ونواحيها، حيث كان يبعث العمال، وكان يبث ويرسل الدعاة ، وكان سيدنا محمد يكبت من بقي فيه الاستكبار عن الدخول في دين الله الإسلام، والاستسلام لذلك الأمر الواقع الذي رأته كل العرب.
عاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة في أواخر أيام السنة الثامنة للهجرة النبوية الكريمة، ومن ثمّ استهل هلال شهر المحرم من السنة التاسعة للهجرة النبوية الكريمة، عندها أرسل رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم المصدقين إلى العديد من القبائل، وكان الذين أرسلهم النبي هم:
أرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن إلى قبيلة بني تميم وأرسل یزید بن الحصين إلى أسلم وغفار، وقام ببعث عباد بن بشير الأشهلي إلى سليم ومزينة، وأيضاً أرسل النبي رافع بن مكيث إلى جهينة.
وأرسل سيدنا محمد الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى بني فزارة، وبعث النبي الضحاك بن سفيان إلى بني كلاب، وأرسل النبي بشير بن سفیان إلى بن کعب إلى بني كلاب ،وبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم ابن اللتبية بن الأزدي إلى بني ذيبان، وبعث سيدنا محمد المهاجر بن أبي أمية إلى صنعاء حيث وخرج عليه الأسود العنسي عندما كان بها .
وأرسل نبينا محمد زياد بن لبید إلى حضرموت، وأرسل أيضاً عدي بن حاتم إلى طيئ وبني أسد، أيضاً بعث مالك بن نويرة إلى بني حنظلة، وبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الزبرقان بن بدر إلى بني سعد حيث بعثه إلى قسم منهم، وبعث النبي قيس بن عاصم إلى بني سعد حيث بعثه إلى قسم آخر منهم، وأرسل النبي علاء بن الحضرمی إلى منطقة البحرين، وأرسل الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى نجران حتى يقوم بجمع الصدقة والجزية كليهما.
ومع ذلك لم يكن كل هؤلاء العمال والمبعوثين كلهم قد أرسلوا وبعثوا في شهر المحرم من السنة التاسعة للهجرة النبوية الشريفة، بل أنّه تأخرت العديد من البعث حتى يكون هناك اعتناق للإسلام من تلك القبائل التي أرسلوا وبعثوا إليها، ولكن هذا يدل على مدى نجاح الدعوة الإسلامية بعد غزوة صلح الحديبية أو بعد الصلح نفسه، ولكن بعد فتح مكة المكرمة فقد دخل الناس في دين الله الإسلام أفواجاً أفواجاً .