قسّم القانونيون الشركات الحديثة بكل أنواعها إلى قسمين رئيسين، فأخذ كل نوع منها مضمون قسم معيّن، إلا أن هناك بعض الشركات التي أخذت مزيج من قسمي الشركات، فكانت تعتبر من شركات الأموال وشركات الأشخاص معاً، منها الشركة ذات المسؤولية المحدودة، وهي موضوع هذا المقال بإذن الله تعالى.
مضمون الشركة ذات المسؤولية المحدودة:
هي شركة من الشركات التي تعد مزيجاً من شركات الأموال وشركات الأشخاص، وذلك لعدة أسباب:
- لا يصح الزيادة عن خمسين شريكاً في الشركة ذات المسؤولية المحدودة.
- وهي شركة من الشركات التي لا تنشأ عن طريق الاكتتاب العام.
- عدم السماح بإصدار الأسهم القابلة للتداول في الشركات ذات المسؤولية المحدودة.
والشركة ذات المسؤولية المحدودة تأخذ مضمون شركات الأموال في مجال الإدارة والالتزامات، وتحديد مسؤوليات الشركاء وإمكانية نقل حصص الشركاء للورثة. وتم استحداث هذا النوع من الشركات لتجنب المشكلات التي يتعرض لها المساهمون، بسبب الإجراءات المعقدة التي تتبع تأسيس شركات المساهمة، وللتخلص من الضغوطات التي تسببها الشركات التضامنية، على الشركاء جراء تحملهم للمسؤوليات بأموالهم الخاصة، والتعويض عن مخاطر عدم تحديد المسؤوليات في شركات التضامن.
أحكام الشركة ذات المسؤولية المحدودة:
بما أن الشركة ذات المساهمة المحدودة هي شركة تقوم على ما تقوم عليه الشركات المشروعة، فهي مشروعة، لأن ما يُبنى على مشروع فهو مشروع.
الشركة ذات المساهمة المحدودة هي شركة تتم عن طريق الاشتراك الشخصي وليس الاكتتاب، ويتم تعيين عدد من المساهمين لإدارتها، مقابل أجر معيّن يستحقونه من مجمل الأرباح، وتكون مسؤولية المساهمين فقط في نطاق رأس المال، ولا يتطرقون إلى أملاكهم الخاصة.
وتتميّز الشركة ذات المساهمة المحدودة بقلة عدد الشركاء، وأن مسؤولية كل شريك تتحدد بمقدار حصته من رأس المال، كما يُمكن نقل حصة الشريك المتوفى للورثة.
وبسبب الاعتبار الشخصي في الشركة ذات المسؤولية المحدودة، فإنها تتشابه بشركة الأموال بشكل أكبر، وهي من شركات العنان، وقد تتصف ببعض مواصفات شركة المضاربة، بناءً على مسألة تحديد المسؤوليات الذي يرتبط بحصة كل شريك، حيث أن صاحب المال في شركة المضاربة، لا يشترط على المضارب الالتزام بأعمال إلا فيما يدخل تحت نطاق كفاية رأس المال.