الشروط التي اشترطتها قبيلة ثقيف لدخولها دين الإسلام:
لقد كانت جذور الجاهلية المتأصلة في نفوس الوفد الثقفي قد جعلت من رجال وسادة هذا الوفد وهم يفاوضون الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يشترطون شروط سخيفة جداً، لا قيمة لها، وذلك لدخولهم في دين الله الإسلام، لأنّ تلك الشروط تناقض أصول هذا الدين.
وقد رفض النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هذه الشروط، إلا أنّه بحكمته وحلمه وصبره وتأنيه صلى الله عليه وسلم، تغلب على جميع هذه الصعاب في المفاوضات التي استغرقت وقتاً طويلاً، يسرق الوقت ولا حاجة له بينه وبين وفد قبيلة ثقيف، حتى دخلوا في دين الإسلام وتخلوا عن تلك الشروط السخيفة التي وضعوها عائق بينهم.
حيث ظلّت رواسب الجاهلية ( رغم توجيه المغيرة بن شعبة )، ذات تأثير قد سيطر على عقولهم وعلى عقول رجال وفد قبيلة ثقيف، فبدلاً من أن يحيوا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بتحية الإسلام التي علمهم إياها المغيرة بن شعبة، حَيّوه بتحية الجاهلية وهي(عِم صباحاً).
كما أنّ وفد قبيلة ثقيف في المرحلة الأولى من المفاوضة، لم يتصلوا بالرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة، كما كانت تفعل الوفود الآتية إلى المدينة لإعلان اسلام عشائرهم ورجالهم ونسائهم، بل لجأ وفد القبيلة في مفاوضاته مع النبي صلى الله عليه وسلم أول الأمر إلى واسطة بينهم وبين نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، وكان خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه هو الواسطة، الذي كان ينقل من وادي قناة (حيث يخيم وفد قبيلة ثقيف) إلى نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم عن آراء ومقترحات وشروط وفد قبيلة ثقيف، ويعود إليهم بجواب نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم عليها.
كان وفد ثقيف ضيفاً على الرسول صلى الله عليه وسلم، رغم أن رجال وفد ثقيف لم يعلنوا إسلامهم صراحة إلّا بعد مفاوضات طويلة وشاقة.
فكان الطعام بأمر من رسول الله ينقل من المدينة إلى رجال وفد قبيلة ثقيف في وادي قناة شمال المدينة، ولكن رجال قبيلة ثقيف لِما نشأوا عليه من جلافة الأعراب، ولَما ترسب في نفوسهم من رواسب وثنية وعاداتهم القديمة، فهم متمسكون بها ولا يغيرون انفسهم، لم يمحها غير الإسلام حينما دخلوا فيه.
كان الشك ينتابهم حيال نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم ، فكانوا لهذه الوساوس لا يأكلون من الطعام الذي يبعثه إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف، حتى يأكل منه الصحابي الوسيط، خالد بن سعيد بن العاص.
أمّا خلاصة الشروط التي لا قيمه لها المناقضة لأصول الإسلام والتي اشترطتها قبيلة ثقيف والمطالب التي تقدمت بها إلى رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم فهي خمسة:
١- إباحة الزنا لهم.
٢.السماح لهم بالتعامل بالربا والتمتع فيه.
۳ – السماح لهم بتعاطي وشرب الخمر.
٤ – إسقاط الصلاة عنهم وعدم تأديتها.
ه – تأخير هدم صنمهم اللات لمدة ثلاث سنوات.
وكانت هذه هي المطالب والشروط السخيفة التي قد تقدم بها وفد قبيلة ثقيف إلى نبي الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الشريف، وذلك لدخولهم في دين الله الإسلام، ولكن الشريف الكريم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم رفض جملةً وتفصيلاً كل هذه الشروط والمطالب، وقد اسمع منهم من سخافة، لأنه كل ما طلبوه من شروط ينافي دين الإسلام الحنيف ويتناقض مع أصول ديننا العظيم.
ومن ثم ما زال نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف يقوم بتقديم جميع الحجج والبراهين لرجال وفد قبيلة ثقيف على أنّ الإنسان لا يكون مسلماً ما لم يقوم ياتباع تعاليم الإسلام جميعها، حتى اقتنعوا وسلموا وأسلموا.