ما هي الصفات الخَلقية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
لقد خصَّ الله عز وجل نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالكثير من الصفات العظيمة والجليلة، منها صفات خُلقية كانت واضحة في سلوكه عليه الصلاة والسلام، وأيضاً صفاتٍ خَلقية ظهرت على بدن سيدنا محمد الشريف وعلى جوارحه الطاهرة.
فقد كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم متوسط القامة لم يكن بالطويل ولا بالقصير، بل كان عليه الصلاة والسلام بين وبين، وهو ما رواه البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعاً-متوسط القامة-، بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه، رأيته في حلةٍ حمراء، لم أر شيئاً قط أحسن منه ” متفق عليه.
وقد كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أبيض اللون (لون بشرته بيضاء)، وكان عليه الصلاة والسلام ليِّن الكف، وكان طيب الرائحة، وهو ما رواه أنس رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون- أبيض مستدير- ، كأنَّ عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مَسَسْتُ ديباجة – نوع نفيس من الحرير- ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممتُ مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه مسلم.
وكانت أم سُليم رضي الله عنها تجمع عَرَق النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد روى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَال:َ “دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال -أي نام نومة القيلولة- عندنا، فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت -تجمع- العرق فيها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب” رواه مسلم.
وكان ريقه صلى الله عليه وسلم طيباً طاهراً، فعن عبد الجبار بن وائل قال حدثني أهلي عن أبي قال: “أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء، فشرب منه، ثم مجّ في الدلو، ثم صُبّ، في البئر، أو شرب من الدلو، ثم مج في البئر، ففاح منها مثل ريح المسك” رواه أحمد وحسنه الأرنؤوط.
وكان وجه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم جميلاً مستنيراً، وخاصة إذا سُرَّ وهو ما روي عن عبد الله بن كعب قال: “سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن غزوة تبوك قال: ( فلما سلّمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه )” رواه البخاري.
أما عن وجهه صلى الله عليه وسلم فقد كان مستديراً مثل القمر والشمس، فقد سُئل البراء أكان وجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال:” لا بل مثل القمر “رواه البخاري، وفي مسلم قال: ” كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديراً”.
وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كثير اللحية، كما وصفه أحد أصحابه جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: “وكان كثير شعر اللحية” رواه مسلم.
كما أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان ضخم اليدين، صاحب شَعرٍ جميل، وهو ما روي عن أَنَسٍ رضي الله عنه قال : “كان النبي صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْيَدَيْنِ، لم أرَ بعده مثله، وكان شَعْرُ النبي صلى الله عليه وسلم رَجِلاً لا جَعْدَ – أي لا التواء فيه ولا تقبض- وَلا سَبِطَ – أي ولامسترسل- ” رواه البخاري.
وقد وصفه الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه فقال: “كان رسول صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ – واسع – الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ – حمرة في بياض العينين – مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْن- قليل لحم العقب– ” رواه مسلم.
كما كان للنبي الكريم محمد خاتم النبوة بين كتفيه، وهو علامة بارزة في جسد النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل الشامة ، فعن جابر بن سمرة قال: “ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده” رواه مسلم.
ومن صفات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنه قد أُعطي قوةً أكثر من الآخرين، ومن ذلك هو قوته في الحرب فعن علي رضي الله عنه قال: “كنا إذا حمي البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يكون أحد منا أدنى إلى القوم منه” رواه أحمد و الحاكم.
فهذه بعض من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم الخَلقية التي وصلت إلينا، كما أنها كانت قد نقلت نقلاً صحيحاً ثابتاً، وهذه الصفات كانت صفات طيبة، وقد صدق الصديق أبو بكر رضي الله عنه عندما قال عنه وهو يُقبِّله بعد موت النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “طبت حياً وميتاً يارسول الله”.