بعد أن أذن الله سبحانه وتعالى للمسلمين بمشروعية القتال، وبعد أن وضع النبي عدّة خطط لوقف المخاطر والتهديدات التي تواجه المسلمين من يهود المدينة أو من قريش، بدأ النَّبي عليه الصلاة والسلام بوضع خطط وتحركات عسكرية حيال ذلك الأمر.
وكان الغرض من تلك الخطط هو اكتشاف الطريق التي تحيط بالمدينة المنورة، واكتشاف كل المسالك التي تؤدِّي إلى مكة المكرمة وأيضاً عقد اتفاقيات مع القبائل المحيطة بتلك الطرق ، والأهم من ذلك هو إشعار يهود المدينة أنَّ المسلمين أصبحوا أقوياء، فحدثت عدّة سريا مع هذه الأحداث.
سرايا قبل بدر
سرية سيف البحر :
هي سرية قادها الصَّحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب ومعه ثلاثين رجلاً من المهاجرين في شهر رمضان من السّنة الأولى للهجرة النبوية، حيث أمرهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يعترضوا عيراً جاءت من الشام لقريش، حيث كان أبو جهل موجوداً في تلك القافلة ومعه ثلاثمئة رجل، فالتقى الفريقان واصطفوا للقتال ولم يحدث بينهم أي قتال في هذه السرية ؛ وذلك لأنَّ مجدى بن عمرو الجهني كان حليفاً للفريقين وقد بادر بالحجز بينهم .
ويعتبر لواء حمزة بن عبد المطلب أول لواء عقده النبي وكان أبيض، وقد كان يحمل ذلك اللواء هو كنّاز بن حصين.
سرية رابغ:
سرية بعثها النبي صلى الله عليه وسلم في شهر شوال من السنة الأولى للهجرة وعلى رأسها عبيدة بن الحارث وكان معه ستين رجلاً من المهاجرين، فلقي أبا سفيان وكان معه مئتين من الرجال، وقد تبادل الفريقين الرَّمي بالنبال لكن لم يقع قتلى بينهم، وكان لواء عبيدة أبيض ويحمل ذلك اللواء هو مسطح بن أثاثة.
وانضمّ إلى هذه السرية رجلان من جيش مكّة إلى صفوف المسلمين، وهم المقداد بن عمرو وعتبة بن غزوان.
سرية الخرار:
هي سرية بعثها الرّسول صلى الله عليه وسلم في شهر ذي القعدة في السنة الأولى للهجرة النبوية، كان يقود تلك السرية سعد بن أبي وقاص ومعه عشرين رجلاً بعثهم النبي ليعترضوا عيراً لقريش، ولكنّ السرية علمت فيما بعد أنّ العير قد مرّت قبل يوم من خروجهم لها، وكان لواء سعد بن أبي وقاص أبيض ويحمله المقداد بن عمرو.