القرآن الكريم

اقرأ في هذا المقال


بعث ربُنا عزّ وجل الأنبياء، وأنزل معهم كُتبًا من عنده لتعليم الناس أصولَ دينهم ولتكون دليلًا على صدق الرسل، وقد أشار القرآن الكريم في مواضع عدة إلى هذه الكتب وهي: الصحف التي أُنزلت على إبراهيم -عليه السلام-، والزبور الذي أُنزل على داوود -عليه السلام-، والتوراة والصحف على موسى -عليه السلام-، والإنجيل الذي أُنزل على عيسى بن مريم -عليه السلام-، وأنزل على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- القرآن الكريم، والمسلم يُؤمن بجميع الكتب السماوية التي فيها كلام الله -تعالى-، وقد ميّز الله القرآن الكريم عن باقي الكتب السماوية بميزاتٍ عدّة، وفي هذا المقال سيتم الكتابة عن القرآن الكريم.

تعريف القرأن الكريم:

قال تعالى: {هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ}صدق الله العظيم، إن القرآن الكريم هو بيانٌ من الله -تعالى- للناس أجمعين، وهو كلام الله المتعبد بتلاوته، وقد أحاطت آيات هذا الكتاب علمًا بكلِ شيء، لأنّ الله أنزلها على نبيّه من فوق سبع سماوات، وكلّف الوحي جبريل -عليه السلام- بإيصاله إلى النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، وفي آياته شفاءٌ ورحمة، وفيهِ الكثير من الإعجاز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أبدًا، وقد جعل الله -تعالى- أجر تلاوته عظيمًا، وأمر بحفظه وتدبّر معانيه، لأنّ في آياته النجاة والحكمة والموعظة الحسنة التي لا توجد في أيّ كتابٍ غيره.

محتوى القرأن الكريم:

يحتوي القرآن الكريم على “مائة و أربع عشرة سورة”، و يحتوي من الأيات: “ستة آلاف ومئتان وستٌ وثلاثون آية”، تتوزع في الثلاثين جزء، وكل جزء ينقسم إلى حزبين، أي أنّه يضمّ ستون حزبًا، وجميع هذه السور تبدأ بالبسملة باستثناء سورة التوبة، أمّا سورة النمل يوجد فيها بسملتان، ويوجد فيهِ ست سور سميت بأسماء أنبياء وهي: سورة يونس وسورة هود وسورة يوسف وسورة محمد وسورة نوح، أمّا أطول سورة فيه فهي سورة البقرة، وعدد آياتها مئتان وستٌ وثمانون آية، وأقصرها سورة الكوثر وعدد آياتها ثلاث آيات، وأول سورة فيهِ هي سورة الفاتحة، وآخر سورة هي سورة الناس، أمّا أول ما نزل منهُ فهو سورة العلق، وآخر سورة هي سورة النصريوجد في القران بعض من السور المكيّة، التي نزلت على الرسول -عليه الصلاة والسلام- قبل الهجرة النبوية، والبعض الآخر مدنية، أي أنّها نزلت بعد الهجرة، أمّا عدد السور المكية فيه فهو سبغٌ وثمانون سورة، وعدد السور المدنية سبعٌ وعشرون سورة.

أسماء القرأن الكريم:

تتعدد أسماء القرآن الكريم، ومن هذه الأسماء: الكتاب، إذ يقول الله -تعالى-: {حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ}صدق الله العظيم، والفرقان، وذلك في قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}صدق الله العظيم، والذكر في قوله تعالى: {وَهَٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ ۚ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ}صدق الله العظيم، والنور في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا}صدق الله العظيم، والتنزيل، وذكره الله في قوله: {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}صدق الله العظيم.

مراحل نزول القرأن الكريم:

لم ينزل القرآن الكريم على الرسول -عليه الصلاة والسلام- دفعة واحدة، وإنّما نزل على عدّة مراحل ودفعاتٍ على مدى ثلاثة وعشرين عامًا، وقد نزلت الآيات والسور بناءً على مناسباتٍ مختلفة، وأوّل نزولهِ كان في شهر رمضان المبارك في ليلة القدر، إذ يقول تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر}صدق الله العظيم، وقد نزل على دفعاتٍ لحكمةٍ ربانية عظيمة، أهمها تثبيتهُ في صدر النبي -عليه الصلاة والسلام-، وثانيها تسليتهُ وطمأنة قلبه باستمرار نزول الوحي، ونزول آياته لإبطال اعتراضات الكفار والمشركين أولًا بأول، وإبراز الأدلة القاطعة على كذبهم، وفرض الأحكام الشرعية الواردة فيه تدريجيًا وليس دفعة واحدة مراعاةً للمكلفين، والتأكيد على صدق نبوّة محمد -عليه الصلاة والسلام- وأنّ هذا الكتاب من الله -تعالى- وليس من محمد -عليه الصلاة والسلام-، ولتسهيل حفظه على المسلمين، وتحديًا لفصاحة العرب الذين عجزوا عن الإتيان بمثل هذه السور والآيات، وقد نزل على سبعة أحرف وقراءات.

ميزات القرآن الكريم:

يختص القرآن الكريم بخصائص عدّة وأهمية عظمى لا مثيل لها، ولا توجد في أي كتابٍ غيره، ومن أهم مميزاته: أنّه كتابٌ شاملٌ وكامل يجمع أصول الهداية، وفيه منهجٌ رباني هو أعظم منهج على الإطلاق، وجاء لسعادة الإنسان في حياته الدنيا والآخرة، وأنه يحمل رسالة الهداية لجميع الناس بوصفه معجزة الإسلام الخالدة، وهو كتابٌ معجز في ألفاظه وعباراته وتشريعاته، ومحفوظٌ من التحريف أو الضياع، ومنزّه عن أيّ تبديلٍ أو تغيير أو زيادة أو نقصان، وآياته سهلة وميسرة للحفظ، وفيها الجمال والبلاغة والإعجاز البياني والعلمي، كما تتصف أسلوب آياته بالجمال البلاغي وسهولة الحفظ والفهم والتيسير، فلا يجد المرء صعوبة في حفظه، وهذا من حكمة الله -تعالى-، بالإضافة إلى أنّه خاتم الكتب السماوية، فلا كتاب بعده، وقد تحدى الله -تعالى- به الإنس والجن على أن يستطيعوا الإتيان بمثله، كما أنّ تلاوة آياته تُعد عبادة عظيمة، إذ إنّ في كل حرفٍ منه حسنة، لهذا فإنّ هجره يمنع صاحبه من الحصول على الأجر العظيم، ويكون هجره إمّا بالامتناع عن قراءته، أو عدم الاستماع إليه أو الإنصات له أثناء تلاوته، وهجر العمل بأحكامه وعدم التمسّك بما جاء به من تشريعات، وعدم الالتزام بأوامره ونواهيه من حلالٍ وحرام، وهجر تحكيمه أو الاحتكام إليه بين الناس، سواء في أصول الدّين أو الحياة، وعدم تدبّر آياته أو فهمها، وعدم التداوي بآياته أو الاستشفاء بها، وهذا كلّه من الأشياء المنهي عنها، إذ لا يجوز هجر هذا الكتاب العظيم أبدًا.


شارك المقالة: