اقرأ في هذا المقال
المحافظة على الأذكار بعد الصلوات المفروضة:
لا شكّ أن ممّا يُعين على تثبيت الخشوع في القلب هو أنّ يُحافظ على الأذكار المشروعة عقب الصلوات المفروضة، وفيها من الفوائد مع ما يحصل بسبب ذلك وهي تثبيت الخشوع في القلب: فالمُصلّي يستغفر ربه عمّا حصل من التقصير في صلاته، وعما حصل من الخلل في الخشوع، ولا شك أنّ الأذكار بعد الصلاة تُجبرُ النقص فيها، وقد شرع رسول الله صلّى الله عليه وسلم أذكاراً ودعواتٍ في أدبار الصلوات المفروضة وتكون على النحو الآتي:
1- مثل أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام؛ وذلك لحديث ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً، وقال: “اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام” رواه مسلم.
2- وقول “لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قدير” ثلاث مرات؛ وذلك بدليل حديث المغيرة رضي الله عنه ولفظهُ عن ورّاد كاتب المغيرة بن شعبة: أنّ معاوية كتب إلى المغيرة: أن اكتب إليّ بحديثٍ سمعتهُ من رسول الله صلّى الله قال: فكتب إليه المغيرة: إني سمعتهُ يقول عند انصرافه من الصلاة: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قدير” ثلاث مرات.
3- وهناك أيضاً قول: “لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له، له الملك وله الحمد يُحيي ويُميت وهو حيّ لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيءٍ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا مُعطي لما منعت ولا راد لما قضيت، ولا ينفعُ ذا الجدّ منك الجدّ” وهذا لحديث المغيرة رضي الله عنه، فعن ورّاد مولى المغيرة بن شعبة، قال: كتب المغيرة إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول دبر كل صلاةٍ إذا سلم: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو عللى كل شيءٍ قدير”.
4- وقول سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثاً وثلاثين لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير؛ وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “من سبّح الله دُبُر كلّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين كبّر الله ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر” رواه مسلم.
5- يقرأ آية الكرسي: “الله لا إله إلّا هو الحيّ القيوم” حتى آخر الآية؛ وذلك لحديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “من قرأ آية الكرسي دُبُر كلّ صلاةٍ مكتوبةٍ لم يمنعهُ من دخول الجنة إلّا الموت”.
6- قراءة المعوذات الثلاث وهي: “قل هو الله أحد” و “قل أعوذ برب الفلق” و “قل أعوذ برب الناس” في دبر كلِ صلاةٍ؛ وذلك لحديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: “أمرني رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات دُبُرَ كل صلاةٍ” رواه أبو داود.
وهناك قول أيضاً: “اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً طيباً، وعملاً مُتقبلاً” وذلك يكون بعد السلام من صلاة الفجر؛ وذلك لحديث أم سلمة رضي الله عنها أنّ النبي عليه الصلاة والسلام كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلم: “اللهم إني أسألك علماً نافعاً”. ابن ماجه.
7- وأيضاً هناك قول: “ربّ قني عذابك يوم تبعث عبادك”؛ وذلك لحديث البراء رضي الله عنه قال: كنّا إذا صلينا خلف رسول الله صلَّ الله عليه وسلم أحببنا أن نكون على يمينه، ويقبل علينا بوجهه، قال: فسمعتهُ يقول: “ربّ قني عذابك يوم تبعث عبادك أو تجمع عبادك” رواه مسلم.
8- رفع الصوت بالذكر عند انصراف الناس من الفريضة سنةٌ؛ وذلك لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كنا نعرفُ انقضاء صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالتكبير” متفق عليه. أما لفظ البخاري: “إنّ رفع الصوت بالذكر: أي التكبير، وكأنهم كانوا يبدؤون بالتكبير بعد الصلاة قبل التسبيح والتحميد“. وقد فسّر ذلك ووضّحه ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ أبا صالح قال: “الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله” حتى تبلغ من جميعهن ثلاثاً وثلاثين، فبدأ بالتكبير.
المحافظة على السنن الرواتب قبل الفريضة وبعدها:
إنّ المحافظة على أداء سنن الرواتب التي تكون قبل الصلاة توقظ القلب السليم، ويُهيئهُ للخشوعِ في الفريضة، والمحافظة على سنن الرواتب التي بعد الصلاة يُجبر نقصها، ويُجبر ما حصل من الخلل في خشوعها، وقد شرع رسول الله صلَّ الله عليه وسلم هذه الرواتب.
وهناك حديث عائشة رضي الله عنها، “أنّ النبي عليه الصلاة والسلام كان لا يدعُ أربعاً قبل الظهر وركعتين قبل الغداة” رواه البخاري. فإذا أراد المُسلم أن يُحافظ على أربع ركعاتٍ قبل الظهر وأربع بعدها؛ فيُحرمه الله عن النار؛ وذلك لحديث أم حبيبة رضي الله عنها: “من حافظ على أربع ركعاتٍ قبل الظهر وأربعٍ بعدها حرمهُ الله على النار” رواه أحمد في المسند.