المسلمين المحاصرين في غزوة أحد

اقرأ في هذا المقال


كانت الفكرة الذكية جداً التي قام بها النبي ومخاطرته بنفسه دليل على عبقرية النبي في اتخاذ القرارات القيادية العسكرية.

موقف المسلمين المحاصرين

أمّا عن المسلمين الذين طوقهم فرسان خالد بن الوليد فقد طارت عقول مجموعة منهم، وكانت هذه المجموعة كل ما يهمها هو نفسها فقط، وعندها قامت بالفرار والهرب، وقامت بترك ساحة الحرب، وهي لم تكن على علم بما يحدث خلفها، وهرب بعض من هذه المجموعة نحو المدينة المنورة، وكان بعضهم أيضاً قد انطلق إلى فوق الجبل.

ولكن كانت هناك طائفة من المسلمين قامت بالاختلاط بالمشركين، وعندها لم يقدر قوات الجيش من تمييز بعضهم البعض، فوقع القتال بين المسلمين في بعضهم البعض، عندها حدث ارتباك كبير في الصفوف وعمَّت الفوضى ، وكانت هذه المجموعة لا تعلم أين تتوجه.

وبينما هم في توتر كبير، سمعت هذه الطائفة من المسلمين منادياً يقول أنّ محمداً قتل، وعندئذ طارت عقول المسلمين بشكل كبير ليس له مثيل، وعندها توقف منهم عن القتال وألقوا بما لديهم من أسلحة، وعندها كان قد مرّ عليهم الصحابي الجليل أنس بن مضر فسألهم عمّا يفعلوا وقالو له أنّ رسول الله قد قتل، فقال لهم أن يقوموا ويموتوا على مات عليه نبيهم ، حينها دعا أنس بن مضر وقال: ( اللهم أنّي أعتذر إليك ممّا صنع هؤلاء)، وكان يقصد بهذا الدعاء المسلمين، ودعا أيضاً وقال: (وأبرأ إليك ممّا صنع هؤلاء) وكان يقصد الكفار، ثمّ قاتل الصحابي أنس بن مضر حتى استشهد وهو ما كان يتمناه في أحد.

وعندها قام المسلمون للقتال على دينهم وهم يعلمون أنّ النصر من عند الله، وبهذا التشجيع الكبير عادت الروح العالية إلى جيش المسلمين، ورجعوا إلى الصواب والرشد، وأخذوا سلاحهم يهجمون على جيش الكفار، ووصل إليهم أنّ خبر مقتل النبي محمد هو خبر كاذب عارٍ عن الصّحة، فزادهم ذلك الخبر قوة وعندها نجوا من ذلك التطويق الذي كان يحاصرهم، وكانوا يقاتلون بقوة كبيرة.

وكان أيضاً مجموعة تقوم بحماية النبي، وكان كل همهم فقط سلامة النبي، وكان في مقدمة تلك المجموعة الصحابي الجليل أبو كر الصديق رضي الله عنه، وسيدنا عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب والعديد من الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، وصار هؤلاء الصحبة في مقدمة المدافعين عن النبي عندما أحسوا بالخطر عليه.


شارك المقالة: