المعاهدة مع اليهود

اقرأ في هذا المقال


بعد البنود التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين في المدينة ، والتي كانت إحدى الخطوات المهمّة في بناء وترتيب بيت الشريعة الأسلامية الجديد، وأقامة قواعد المجتمع الإسلامي ؛ حتى تكون هناك وحدة عقدية وسياسية ونظامية بين جميع المسلمين، فبدأ النبي بخطوات جديدة وكان منها إقامة وتنظيم علاقات مع غير المسلمين في المدينة.

معاهدة اليهود

كانت خطوة النبي التالية بعد المؤاخاة التي وثقها بين المسلمين هي إقامة علاقات مع غير المسلمين في المدينة وهم اليهود، فكان سبب هذه الخطوة هو توفير الأمن والخير والسلام والسعادة لجميع البشر عامة وفي المدينة خاصّة، فوضع النبي قوانين لم يعهدها ذلك العالم الذي يمتلئ بالتعصب والفكر الجاهلي ، وخصَّ النبي اليهود في تلك المعاهدة، رغم أنَّ اليهود لم يظهروا أيّة خصومة أو مقاومة وقتها ، فقرَّر في هذه المعاهدة عدّة أمور فيها النصح والخير لليهود، فلهم حرية الدين والمال، ولم يكن النبي يطالب بالخصام أو الإجبار، ونصَّت المعاهدة على عدَّة أمور هي:

  • أنَّ يهود بن عوف أمّة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم ، وكذلك أيضاً لغير بني عوف من اليهود.
  • أنَّ على اليهود نفقتهم ، وعلى المسلمين نفقتهم.
  • أنَّ بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة.
  • أنَّ بينهم النصح والنصيحة ، والبر دون الإثم.
  • أنّه لم يأثم امرؤ بحليفه.
  • أنَّ النصر للمظلوم.
  • وأنَّ اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
  • إنَّ يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة .
  • أنَّه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإنَّ مردَّه إلى الله عز وجل، وإلى محمد رسول الله .
  • وإنّه لا تجارة مع قريش ولا من نصرها .
  • وإنَّ بينهم النصر على من دهِم يثرب .
  • إنَّه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم او آثم.

وبعد إبرام هذه المعاهدة أصبحت المدينة وما حولها دولة ، عاصمتها المدينة ،ورئيسها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخطى النبي بمنهج وطريق صحيح سليم يأمن للجميع مكانهم وحرياتهم في المدينة من غير تدخل أو إجبار أو خصام ، فكان يثبت كل يوم أنَّ دعوته للدخول في الإسلام غير مجبورة أبداً ، بل إنَّ الإسلام دين الحرية لا يمنع أيُّ أحد من اختيار معتقداته وأفكاره.


شارك المقالة: