المعجزة السماوية يوم غزوة حنين:
وقد تحدث مختلف المؤرخين عن المعجزات التي قد أيد الله سبحانه وتعالى بها رسوله الشريف محمد صلى الله عليه وسلم في يوم واقعة غزوة حنين، حيث بثّ الرعب والخوف بها في نفوس وقلوب المشركين جميعهم.
فقد قالوا عن بعض صحابة النبي الشريف محمد صلى الله عليه وسلم ممن قد شهدوا وشاركوا في يوم واقعة غزوة حنين، أنهم قد رأوا قبل هزيمة جيش هوازن والناس يقتتلون مثل البجاد الأسود (الكساء)، أقبل من السماء حتى سقط بيننا وبين القوم، قال أحدهم: “فنظرت فإذا نمل أسود مبثوث قد ملأ وادي حنين، لم أشك أنّها الملائكة ثمّ لم يكن إلّا هزيمة قوم وجيش هوزان”.
وقال آخر: “إن رجال القائد الملك مالك بن عوف وكانوا عيونا له، عادوا إليه وقد تفرقت أوصالهم، فقال: ويلكم، ما شأنكم؟ فقالوا: رأينا رجالاً من المسلمين بيضاً على خيل بلق، فو الله ما تماسكنا حتى أصابنا ما تراه”.
وعن شيوخ من الأنصار قالوا: “رأينا يومئذ کالبجد السود هوت من السماء ركاماً، فنظرنا فإذا نمل مبثوث كثيراً، فإن كنا لننفضه عن ثيابنا فكان نصراً أيدنا الله به”.
وكان سيماء الملائكة يوم واقعة حنين عمائم حمراء قد أرخوها بين أكتافهم، وكان الرعب الذي قذف الله في قلوب المشركين يوم حنين کوقع الحصى في الطست(وعاء للغسيل مصنوع من النحاس)، فكان رجل منهم سويد بن عامر السوائي يحدث، وكان حاضراً يومئذ ( مع المشركين ) في الغزوة فسئل عن الرعب فكان يأخذ الحصاة فيرمي بها في الطست فيطن فقال : إن كان في أجوافنا مثل هذا .
وكان مالك بن أوس بن الحدثان يتحدث عن مدى أثر الحصى الذي قذف به نبي الله الكريم صلى الله عليه وسلم في وجوه المشركين، فيقول: “حدثني عدة من قومي شهدوا ذلك اليوم ( مع مشركين هوزان) يقولون: لقد رمى نبي الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بتلك الكف من الحصيات، فما منا أحد إلا يشكو القذى في عينيه، ولقد كنا نجد في صدورنا خفقاناً كوقع الحصى في الطساس، ما يهدأ ذلك الخفقان الذي فينا، ولقد رأينا يومئذ رجالاً (من المسلمين) بيضاً على خيل بلق عليهم عمائم حمر، قد أرخوها بين أكتافهم بين السماء والأرض كتائب كتائب، ما يليقون شيئاً، ولا نستطيع أن نقاتلهم من الرعب منهم”.