هناك علاقة كبيرة بين مخلوقات الله تعالى من الملائكة والبشر، لكن لم تقتصر علاقة الملائكة على البشر فقط من المخلوقات، فالملائكة مكلّفون بأعمال أخرى تتعلق بكافة أمور الكون وشؤونه، وهنا سنتحدث عن الأعمال الأخرى التي توضح علاقة الملائكة بالمخلوقات الأخرى في الكون.
الملائكة حملة العرش:
العرش من أعظم ما خلقه الله تعالى مما حول السماوات، وهو مخلوق يستوي عليه الرحمن، وقد كلّف الله تعالى ثمانية من الملائكة بحمل العرش، فقال تعالى: “وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ“سورة الحاقة 17.
ملائكة الجبال:
جعل الله تعالى للجبال ملائكة، يتولّون أمر الجبال، ويتحملون مهمة حمايتها، لا يعملون إلّا بما يأمرهم به الله تعالى، وقد أيّد الله تعالى رسول الله _عليه الصلاة والسلام_ بملائكة الجبال، ليُواجه الكفار المكذبين برسالته، وورد أن جبريل _عليه السلام_ قال للرسول _عليه الصلاة والسلام_: “قدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم” رواه بخاري.
ملائكة النبات والأرزاق:
وكلّ الله تعالى ملكاً بالنبات الذي يؤدي للرزق في الدنيا، وجعل له من الملائكة أيضاً أعواناً يقومون بما يكلفهم به الله تعالى، فيتحكمون بالرياح والسحب ويصرفونها كما يُريد الخالق سبحانه وتعالى، فما ينزل من السماء قطرة، إلّا وكانت معها ملك يقرر موضع نزولها على الأرض.
وتوزّع الملائكة القطر كما يحكم الله تعالى برزق كل عبد، فقد ينزل المطر بزرع رجل، ولا ينزل بزرع جاره، أو ينزل على بلد دون الأخرى، فهذه الأرزاق مقدّرة من الله تعالى، والملائكة موكّلة بتوزيعها على أصحابها في الدنيا كما شاء الله.
وكذلك الرعد والسحاب موكولة لبعض الملائكة من الخالق جلّ وعلا، فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: “الرعدُ ملك من ملائكة الله، موكل بالسحاب، معه مخاريق من نار، يسوق بها السحاب حيث شاء الله” سنن الترمذي.
والملائكة موكلون من الخالق سبحانه وتعالى بكل أعمال السماوات والأرض، سواء فيما يتعلق بشؤون بني آدم، أو المخلوقات الأخرى، وكل فعل ينشأ في الكون يكون ناشئاً عن الملائكة بأمر الله تعالى، فقال عز وجل: “فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا” سورة النازعات 5.
فسبحان الله تعالى خالق الكون ومدبّر الأمور، الذي خلق الكون والبشر، وخلق الملائكة لتدبير شؤونهم في الدنيا، ما بين السماوات والأرض، وكل أمر مدبّر بحكمه تعالى وقدره، يقومون به الملائكة كما هو مقدَّر، فلا يُخالفون خالقهم، ولا يعصونه، فالأمر كله لله، ولا يقدر على شيء سواه.