النبي الشريف يأمر بإتلاف بساتين قبيلة ثقيف ثم يتراجع عن ذلك

اقرأ في هذا المقال


النبي الشريف يأمر بإتلاف بساتين قبيلة ثقيف ثم يتراجع عن ذلك:

لقد بذل المسلمون وجيشهم مجهودات كبيرة وجبارة، حيث اتبعوا وسائل شتّی وعديدة وذلك لاختصار متاعب الحرب، من خلال اقتحام أسوار مدينة الطائف وفتح قلاعها وحصونها المنيعة والقوية والحصينة.

عند ذلك قذفوها بالآلات الراجمة بالحجارة الضخمة وأيضاً بالنيران والأسلحة الثقيلة، كما زحف الفدائيون من الجيش منهم في حماية الدبابات لنقب الأسوار وفتح ثغرات فيها ليدخل منها جند المسلمين.

ولكن جيش المسلمين لم ينجح حينها، وبقيت قلاع مدينة الطائف صامدة في وجه جيش المسلمين والإسلام، لا يخرج أي أحد منهم من حصن المدينة، بل أنّهم يكتفون بقذف جيش المسلمين المحاصرين بمختلف المقذوفات من سهام ونيران لإحراق ما يستخدمه جيش المسلمين من سلاح ثقيل للهجوم على أسوار المدينة، كما فعلوا حين صبوا نيرانهم على الدبابات التي استخدمها الفدائيون في جيش المسلمين للهجوم على أسوار حصن المدينة فأحرقوها وجرحوا بعض العناصر من الفدائيين من الجيش النبوي.

ويذكر بعض المؤرخين من السير أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد أمر بإتلاف مزروعات مدينة الطائف ومن ثم أمر بوقف ذلك، حيث قالوا: “أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لما استعصى عليهم حصن مدينة الطائف أمر بإتلاف مزروعات قبيلة  ثقيف بغية إزعاجهم وإجبارهم على الخروج من قلاعهم وحصونهم، ولكن قبيلة ثقيف ناشدوا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الله والرحم أن لا يفعل فعدل وتراجع عن إتلاف مزروعاتهم، وبعضهم يذكر أنه أتلف بعض مزروعات قبيلة ثقيف ثم أمر بإيقاف الإتلاف”.

فقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنّ النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد أمر بإتلاف مزروعات مدينة الطائف بعد أن قتل عدّة من الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم، حيث قال: “أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم  لما طال حصار  مدينة الطائف، وقُتل عدة من الصحابة الكرام رضي الله عنهم، أمر بقطع أعناب مزروعات قبيلة ثقیف فوقع الناس وجند الإسلام  فيها يقطعون”.

وذكر بعض المؤرخين من السير والتراجم أن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عندما قد أمر أن تقطع مزروعات قبيلة  ثقيف ومن ثم أوقف قطعها، حيث قالوا: “أن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عندما أمر بقطع مزروعات قبيلة  ثقيف، نادى الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل اسمه سفيان بن عبد الله الثقفي وقال: “والله لنقطعنّ أبا عيالك، فقال سفيان: إذا لا تذهبون بالماء والتراب، فلما رأى نادى سفيان الثقفي: يا محمد ، لم تقطع أموالنا؟ إما أن تأخذها إن ظهرت علينا، وإمّا أن تدعها لله وللرحم كما زعمت، قال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: “فإني أدعها لله وللرحم” .

كما ذكر أيضاً بعض المؤرخين أن هناك من الصحابة الكرام قد تفاوضوا مع قبيلة ثقيف في حصار الطائف، حيث قال المؤرخون: “أن اثنين من الجيش الإسلام والمسلمين وهما أبو سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة الثقفی ، تقدما إلى قبيلة ثقیف فقالا: آمنوا حتى نتكلم، فأمنتهما قبيلة ثقيف، فدنيا (اقتربوا) من الحصن ثم ناديا نساءً من قريش وكن في الحصن، وكانوا يخافون عليهن أن يقعن في السبي، منهم ابنة أبي سفيان بن حرب، كانت تحت عروة بن مسعود، لها منه ولد ، واسمه داوود بن عروة، والفراسة بنت سوید بن ثعلبة، كانت تحت قارب بن الأسود، لها منه عبد الرحمن ابن قارب، وامرأة أخرى منهم، فأبين أن يخرجن”.

وقال بعض المؤرخين عن هذه الحادثة التي قد جرت في حصار مدينة الطائف: “فلما أبين عليهما، قال لهما بنو الأسود بن مسعود: يا أبا سفيان ويا مغيرة، ألا ندلكما على خير مما جئتما،  فلما أبين عليهما، إن مال بني الأسود حيث قد علمتها، (وكان النبي صلى الله عليه وسلم  نازلاً بينهم وبين مدينة  الطائف بواد يقال له العَمق ) ليس بمدينة الطائف مالاً أبعد رشاءً، ولا أشد مؤنةً منه ولا أبعد عمارة، وأن محمداً إن قطعه لم يعمر أبداً، فكلماء ليأخذه لنفسه أو ليدعه لله وللرحم، فإنّ بيننا وبينه من القرابة ما لا يجهل فكلماه، فتركه نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف”.


شارك المقالة: