صوم النبي محمد

اقرأ في هذا المقال


صوم النبي محمد:

كان رسولنا محمد صلّى الله عليه وسلم في عبادة الصوم يَزِيدُ البذلَ والعطاء، حيث كان النبي الكريم في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك يتعهَّد نفسه بزيادة ومضاعفة قيامه بالعبادة، فقد روت أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- فقالت: “كَانَ النَّبِيُّ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ”.

وكان أيضاً رسول الله صلّى الله عليه وسلم يواظب على صيام أيام الاثنين والخميس، وقد ذكر عِلَّة (سبب ذلك) ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام: “تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ”.

وكان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يحبُّ الصيام في الهواجر (الأيام التي يكون فيها الحر الشديد في منتصف النهار)، وأيضاً في الأيام شديدة الحرِّ؛ فعن الصحابي أبي الدرداء قال: “خَرَجْنَا مَعَ رَسُولُ اللهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، وَمَا فِينَا صَائِمٌ إلاَّ رَسُولُ اللهِ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ”.

فبهذه الطريقة كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يتعامل مع قضيَّة عبادة الصّوم، وذلك من من منطلق الشكر والحمد وليس منطلق الفرض فقط، ولكن من منطلق البذل والتطوع والزيادة من العبادة وليس لأداء الواجب، ممَّا أعطى ذلك عبادة النبي محمد صلى الله عليه وسلّم شكلاً متميِّزًا باهرًا ورائعاً في صورته عليه الصلاة والسلام.


شارك المقالة: