لقد كان للأنصار في سيرة النّبي صلّى الله عليه وسلّم بطولات من التضحية، ناصروا النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وكان منهم المحدّث والفقيه والقارئ، وحملوا نشر هذا الدين على عاتقهم، نتكلّم اليوم عن محدّث منهم، أول مولود من الأنصار بعد الهجرة النّبويّة، من دعا له النّبي صلّى الله عليه وسلم بعد أن أتت به أمّه (شقيقة عبدالله بن رواحة) تحملة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبرها بعيشه حميداً وموته شهيداً، إنّه النّعمان بن بشير.
نبذة عن النعمان
هو الصّحابي الجليل أبوعبدالله النّعمان بن بشير الخزرجيّ، أول من ولد من الأنصار بعد الهجرة النّبويّة الشريفة سنة اثنتين من الهجرة، وقال البخاري بعام الهجرة، وورد أنّ أباه كان له صحبة وأنّه قاتل مع النّبي صلّى الله عليه وسلّم ببدر، محدّث روى الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، من الّذين تولوا أمر الكوفة ودمشق بعهد معاوية، قُتِل بعد مبايعته لابن الزّبير بعد موت يزيد وكان ذلك سنة 64 للهجرة علي يد خالد الكلاعي.
روايته للحديث
لقد ورد من الحديث برواية النّعمان ما يقارب114 حديثاً، اتّفق البخاري ومسلم قي الرواية عنه بخمسة أحاديث وروى البخاري له حديثاً منفرداً واحداً، ومسلم في صحيحة خمسة أحاديث. وروى النعمان بن بشير الحديث عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم وعن عائشة أمّ المؤمنين وعن عمر بن الخطّاب، وكان ممن رووا الحديث عنه أبنائه محمّد وروى عنه الإمام الشّعبي وحُميد وابن شهاب وغيرهم .
من حديث النعمان
من ما ورد عن النّعمان بن بشير ما رواه الإمام مسلم في صحيحة من طريق الشّعبي عن النّعمان بن بشير رضي الله عنه أنّه قال:( سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول وأهوى النعمان إلى أذنيه: ((إنّ الحلال بيّن وإنّ الحرام بيّن وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من النّاس فمن اتّقى الشبهات استبرأ لدينه وعِرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حِمى وإنّ حمى الله محارمه ألا وإنّ في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)) .