بعد أن تراجع رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عن قراره بالبقاء داخل المدينة وأمر بالخروج من المدينة المنورة للقتال بعدما شاهد حماس أصاحبه رضي الله عنهم لهذا الأمر.
تجهز الجيش
وبعد أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج للقتال، صلّى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بالناس يوم الجمعة، وقام بوعظهم وأمر الناس بالجد والاجتهاد، وأخبرهم بالنصر بعد الصبر، وطلب منهم التجهز للقاء العدو وقتاله وبعدها صلى العصر بالناس، وقام الصحابيان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم بتعميم النبي عليه الصلاة والسلام وتلبيسه، ولبس النبي عليه السلام الدرع وحمل سلاحه، وبعدها خرج إلى الناس.
تقسيم الجيش
وقام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بتقسيم الجيش إلى ثلاثة كتائب:
أولاً كتيبة المهاجرين: وكان الصحابي مصعب بن عمير رضي الله عنه حاملاً للواءها.
ثانياً كتيبة الأوس: وكان الصحابي أسيد بن حضير رضي الله عنه حاملاً للواء.
ثالثاً كتيبة الخزرج: وكان حاملاً للواء هو الصحابي الحباب بن المنذر رضي الله عنه.
وكان جيش المسلمين يتألف من حوالي ألف جندي تقريباً وفيهم مئة ممّن يحملون الدروع، وكان الجيش خالياً من أي فرسان، وقد استعمل النبي حينها على المدينة ابن أم مكتوم أماماً على الناس في الصلاة.
وبدأ الجيش بالتحرك فاتجه نحو الشمال، وعندما وصل جيش المسلمين إلى مقام اسمه الشيخان، قام النبي صلى الله عليه وسلم باستعراض الجيش، فقام النبي ورد من استصغره (من لم يكن مطيقاً للقتال)، وكان منهم الصحابي أسامة بن زيد وعبدالله بن عمر بن الخطاب وزيد بن أرقم وزيد بن ثابت وأيضاً زيد بن حارثة رضي الله عنهم جميعاً، وقد أجاز النبي محمد صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة بالقتال رغم صغر عمرهم، ولكنّ المهارة في القتال والمصارعة عندهم كانت سبب في مشاركتهم في القتال.
وعند وقت المساء وفي نفس المكان صلى النبي صلاة المغرب ومن ثمّ العشاء وبات هناك، وقد كان يحرس معسكر الجيش خمسين رجلاً من المسلمين، وكان قائد الحراس هو الصحابي محمد بن سلمة، وكان يحرس النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي ذكوان بن عبد قيس، وكان مبيت الجيش في منطقة الشيخان.