حديث عن الصدق

اقرأ في هذا المقال


يُعتبرُ الصِّدْقُ منْ أخلاقِ الإنْسانِ الّتي حثَّتْ عليهِ شريعةُ الإسلامِ السَّمْحَةِ، لِما فيهِ منْ أثارٍ تترتَبُ عليهِ على الفرْدِ والمُجْتَمِعِ، وسنَعْرِضِ في بَحْثِنا هذا حديثُ منْ أحاديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ يَحثُّ علَى هذِه الصِّفَةِ المَحْمودَةِ.

الحديث:

حدَّثَنا أبو بكْرِ بنُ أبي شَيْبَةَ، وهنَّادُ بنُ السَّرِيُّ، قالا: حدَّثَنا أبو الأحْوَصِ، عنْ منْصورٍ، عنْ أبي وائِلٍ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ مَسْعودٍ، قال: قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ: (إنَّ الصِّدْقَ بِرٌّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عنْدَ اللهِ صِدِّيقاً، وإنَّ الكَذِبَ فُجورٌ، وإنَّ الفُجورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَحَرَّى الكَذِبَ حَتَّى يُكْتبَ عنْدَ اللهِ كَذَّاباً).

سندُ الحديث:

الحديثُ يرْوِيهِ الإمامُ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ النَّيْسابورِيُّ في الصَّحيحِ، في كِتابِ البِّرِّ والصِّلَةِ والآدابِ، ويبْدَاُ سنَدُهُ منْ أبي بكْرِ بنِ أبي شَيْبًَةَ وهنَّادِ بنِ السَّرِيِّ وهمْ منْ طَبَقَةِ أتْباعِ التَّابعينَ، وكلاهُمَا روَوْهُ عنْ أبي الأحْوَصِ وهو سلّامِ بنِ سليمٍ الحَنَفِيُّ منْ أتْباعِ التَّابعينَ، ويرْوِيهِ أبو الأحْوَصِ عنْ منْصورٍ وهوَ منصورْ بنِ المُعْتَمِرِ منَ التَّابعينَ، ويرْوِيه منصورُ بنُ المُعْتَمِرِ عنِ التَّابعيِّ أبي وائِلٍ وهو شَقيقُ بنُ سَلَمَةَ إلى أنْ يَصِلَ الحديثُ في السَّنَدِ إلى الصَّحابِيِّ عبدِ اللهِ بنِ مَسْعودٍ وهوَ منَ الصَّحابَة المُكْثِرينَ للحديثِ عنْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ.

شرح الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى فَضْلِ الحديثِ علَى أنَّهُ منَ البِّرِّ وهو أجْمَعُ الصِّفاتِ للأعْمالِ الصَّالِحَةِ، وأنَّهُ طريقُ إلى الجَنَّةِ، وقيلَ أنَّ البِرَّ هوَ الجَنَّةَ، وأنَّهُ يقودُ الإنْسانَ إلى حُسْنِ الإلْتِزامِ مع اللهِ ومَعَ العبادِ في الدُّنْيا، ويحْعُلُ الإنْسانَ مِثالاً للإخْلاصِ والتَّفانِي في العَمَلِ، ويجْعَلُ الإنْسانَ مِثالاُ يُحْتَذَى بِه بينَ النَّاسِ، ويبيِّنُ الحديثُ أنَّ الكَذِبَ ضِدُّ الصِّدْقِ وأنَّ الكَذِبَ منْ ليْسَ منْ أخْلاقِ المُسْلِمِ الَّتِي تُعْتَبَرُ منَ الفُجورِ والفُجورُ هوَ صِفَةٌ مَذْمومَةُ تَدُلُّ علَى القَبيحِ منَ الإقوالِ والأفْعالِ، كما بيَّنَتِ الأحادِيث علَى أنَّ الكَذِبَ منْ صِفاتِ المُنافِقينَ وأنَ فجورَ الكّذِبِ يقودُ بالإنْسانِ إلى التَّمادِي بِهذِهِ الصِّفَةِ ليَكونَ منْ أصْحابِ النَّارِ يومَ القِيامَةِ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعِبَر المُسْتَفادَةِ منَ الحديثِ:

  1. المُسْلِمُ يكونُ صادِقاً في أفْعالِهِ وأقوالِهِ حتَّى ينالَ الجَنَّةِ.
  2. المسلمُ لا يكْذِبُ حتَّى يبْتَعِدَ عنِ النَّارِ وعَذَابِها يومَ القِيامَةِ.
  3. الصِدْقُ يقودُ الإنْسانَ ليكونَ صالِحاً ومِثالاُ يُقْتَدَى بِهِ بينَ النَّاسِ.
  4. الصِّدْقُ يَعودُ بآثارِهِ الإيجابِيَّةِ على الفَرْدِ والمُجْتَمَعِ بالصَّلاحِ والفَلاحِ.

شارك المقالة: