حديث عينان لا تمسهما النار

اقرأ في هذا المقال


لقدْ وعدَ اللهُ تعالى المؤمنينَ بالجنَّةِ، وذلكَ جزاءً بما عملوهُ في الدُّنيا منْ أعمالٍ تقومُ على خشيتهمْ منَ اللهِ تعالى وخوفهمْ منْ عذابهِ، وقدْ كانَ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ للجنَّةِ والنَّارِ خصوصيَّةٌ لفئةٍ منَ المؤمنينَ عملوا أعمالاً صالحةً في الدُّنيا، فجزاهمُ اللهُ البعدَ عنِ النَّارِ وعذابها، وسنعرضُ حديثاً في ذلك.

الحديث:

يروي الإمامُ محمَّدُ بنُ عيسى التّرمذيُّ في السُّننِ: (( حدَّثنا نصرُ بنُ عليِّ الجهْضميُّ، قال: حدَّثنا بشرُ بنُ عمرَ، قال: حدَّثنا شعيبُ بنُ رُزيقٍ أبو شيبةَ، قال: حدَّثنا عطاءٌ الخراسانيُّ، عنْ عطاءِ بنِ أبي رباحٍ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: (عينانِ لا تمسَّهما النَّارُ: عينٌ بكتْ منْ خشيةِ اللهِ، وعينٌ باتتْ تحرسُ في سبيلِ الله). رقمُ الحديث: 1639)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامٌ محمَّدُ بنُ عيسى التّرمذيُّ في السُّننِ، أبوابُ فضائلِ الجهادِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، والحديثُ مرويٌّ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنْهما، وهوَ ابنُ عمِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ومنَ المكثرينَ في روايةِ الحديثِ منَ الصَّحابةِ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  • نصرُ بنُ عليٍّ: وهو أبو عمرو، نصرُ بنُ عليٍّ الجهضميُّ ( 160ـ250هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في رواية الحديث.
  • بشرُ بنُ عمرَ: وهو أبو محمّدٍ، بشرُ بنُ عمرَ بنِ الحكمِ الزَّهرانيُّ(ت: 206هـ)، وهوَ منْ المحدِّثينَ منْ تبعِ الأتْباعِ.
  • شعيب: وهوَ أبو شيبةَ، شعيبُ بنُ رزيقٍ الشَّاميُّ، وهوَ منْ تبعِ الأتباعِ.
  • عطاءُ بن أبي رباحٍ: وهوَ أبو محمَّدٍ، عطاءُ بنُ أبي رباحٍ أسلمَ الفهريُّ (27ـ114هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ في روايةِ الحديث.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى فئتينِ منْ عبادِ اللهِ تعالى كانَ للعينِ البشريةِ فعلُ صالحٌ في حياتهما، وكانَ لهذا العملِ جزاءُ كبيرُ عندَ اللهِ، وبعدُ العذابِ يومَ القيامةِ عنهما هو ليسَ للعينِ فقطْ بل لمنْ كانوا يملكونَ هذه العينِ، أمَّا الفئتينِ المحرَّمِ عنهما العذابِ عنهما هما:

  • منْ دمعتْ عينه خشيةً منْ عذابِ اللهِ تعالى، ورغبةً في رحمته، والبكاءُ منْ خشيةِ اللهِ دليلُ الإخلاصٍ لله والتَّقوى.
  • عينُ المجاهدُ في سبيلِ اللهِ وحراستها وبقائها متيقظةً، حمايةً للمسلمينَ ولديارهم وأعراضهمْ وأموالهم.

ما يرشد إليه الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى عدَّةِ فوائدَ منْها:

  • فضلُ الخشوعِ والبكاءِ منْ خشيةِ الله.
  • فضلُ الجهادِ في سبيلِ اللهِ وحمايةِ الأوطانِ والسَّهرِ للجنديِّ في كلِّ موقع.
  • العينُ جارحةُ يجبُ أنْ تكونَ وظيفتها في مرضاةِ اللهِ تعالى.

شارك المقالة: