حديث في أقبح الذنوب

اقرأ في هذا المقال


لقدْ بيّن الإسلامُ للنّاسِ ما كانَ واجباً عليهمْ منَ العباداتِ الّتي فرضها الله عليهم، وحرّمَ الذّنوبَ الّتي تجلبُ غضبَ اللهِ تعالى وتقودُ إلى دخولِ النّارِ والعياذُ باللهِ، وقدْ بيّن عليه الصّلاةُ والسّلام أنّ منْ أقبحِ الذّنوبِ إلى الله الشّركُ به، وسنعرضُ حديثاً في أقبحِ الذّنوبِ عندَ الله.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلمُ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ، وإسحاقُ بنُ إبراهيمَ جميعاً، عنْ جريرٍ، قالَ عثمانُ: حدّثنا جريرٌ، عنِ الأعمشِ، عنْ أبي وائلٍ، عنْ عمرو بنُ شرحبيلَ، قال: قالَ عبدُ اللهِ قالَ رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الذّنبِ أكبرُ عندَ اللهِ؟ قال: “أنْ تدعو لله ندّاً وهوَ خلقكَ”. قالَ: ثمَّ أيٌّ؟ قال: “أنْ تقتلَ ولدكَ مخافةَ أنْ يطعمَ معكَ”. قالَ: ثمَّ أيٌّ؟. قالَ: “أنْ تزاني حليلةَ جاركَ”، فأنزلَ الله عزَّ وجلَّ تصديقها: {والّذينَ لا يدعونَ معَ الله إلهاً آخرَ ولا يقتلونَ النّفسَ الّتي حرّمَ اللهُ إلّا بالحقِّ ولا يزنونَ ومنْ يفعلْ ذلكَ يلقَ أثاماً}.)). رقمُ الحديث:142.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيح في كتابِ الإيمانِ، بابُ: (كونُ الشّركِ أقبحُ الذّنوبِ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدُ اللهِ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ اللهِ بنُ مسعودِ بنِ غافلٍ الهذليُّ، وهوَ منَ المكثرينَ في رواية الحديثِ منَ الصّحابةِ، وبقيّةُ رجالِ السّندِ من الرّجال:

  • عثمانُ بنُ أبي شيبةَ: وهوَ أبو الحسنِ، عثمانُ بنُ محمّدِ بنِ إبراهيمَ العبسيُّ (156ـ239هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
  • إسحاقُ بنُ إبراهيمَ: وهوَ أبو يعقوبَ، إسحاقُ بنُ إبراهيمَ الحنظليُّ (161ـ237هـ)، وهو منَ الرّواةِ الثّقاتِ للحديثِ منْ تبعِ الأتباعِ أيضاً.
  • جريرٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، جريرُ بنُ عبدِ الحميدِ الضّبّيُّ (110ـ188هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
  • عمرو بنُ شرحبيلَ: وهوَ أبو ميسرةَ، عمرو بنُ شرحبيلَ الهمدانيُّ (ت: 63هـ)، وهوَ أيضاً منَ التّابعينَ الثّقات في رواية الحديث.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ النّبويُّ المذكورُ إلى أكبرِ الذّنوبِ وأقبحها عندّ اللهِ، وقدْ بيّنَها النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّم أنّ اكبرَ الذنوبِ إلى اللهِ هوَ الشّركُ باللهِ، وهوَ أنْ يجعلَ الإنسانُ ندّاً وشريكاً في الاعتقادِ والتّوجّهِ والمقصدِ، كما ذكرَ منْ أقبحِ الذّنوبِ وأكبرها قتلَ الإنسانِ ولدهُ خوفَ الفقرِ والمجاعةِ فالله تعالى يرزقُ كلَّ الخلقِ، ثمّ ذكرَ بعدَ الشّركِ وقتلِ الولدِ ؛ الزّنا بحليلةِ الجارِ وقدْ عظّمَ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ هذا الزّنا لفاحشتهِ ولأنَّ الجارَ لا ينتظرُ منْ جارهِ إلّا الخيرَ ويستبعدُ عنهُ الاعتداءَ على عرضه.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • الشّركُ بالله منْ أعظمِ الذّنوبِ.
  • حرمةُ قتلِ النّفسِ.
  • حرمةُ الاعتداءِ على الجارِ وعرضه.

شارك المقالة: